للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرفع عنكم الكرب وعذاب الدنيا لأحاسبكم في الآخرة، امنحكم اليوم سلطانًا ليس كالسلاطين وافتح لكم خزائن الأرض أجمعين) (١).

أمّا ابن جلون فإنه يصف القرآن بأنه ليس فيه شيء إلّا الوهم، وذلك في سياق قوله: (الموتى أو مرتلوا الآيات القرآنية المحفوظة بشكل سيء، المرتلة بشكل سيء، أو المرتلة بيقين جسد جائع يتمايل لكي يوهم بأن الرسالة في الطريق القويم) (٢).

ويجعل إحدى الشخصيات يعلم القرآن للصغار مثل الشعر ثم يطرح أسئلة شكية في الأديان على لسان الأطفال، فيقول: (لابد أن أذهب، فالأطفال رهيبون، إنني أحاول تعليمهم القرآن مثلما كنت سأفعل بشعر رائع، لكنهم يطرحون أسئلة مربكة من قبيل "هل حقًا سيدخل جميع النصارى النار؟ " أو "بما أن الإسلام هو أفضل الديانات فلماذا انتظر اللَّه طويلًا لكي ينشره؟ " وكجواب أردد السؤال رافعًا عيني إلى السقف: "لماذا وصل الإسلام متأخرًا جدًّا؟ ") (٣).

قد يقال بأن هذا توصيف لحالات معينة يسوقها الروائي على سبيل المعالجة، ولكن القارئ لهذه الرواية كلها يعلم أن هذه الأقوال والشكوك هي عقائد المؤلف يصوغها على شكل روائي، وقد أجاب على الأسئلة الشكية السابقة بشك آخر مثله ثم أضاف (لقد سبق أن فكرت في هذا ولكن كما ترى أنا مثلك أحب القرآن كشعر رائع وأمقت الذين يستغلونه في تشويشات ويحدون من حرية الفكر إنهم منافقون) (٤).

أمّا الرواية النجسة المسماة "مسافة في عقل رجل" فقد امتلأت بأوقح وأدنس العبارات ضد الوحي والكتب المنزلة وضد اللَّه العلي العظيم، ومن ذلك قوله: (إذا كانت الأديان قد اعتبرت بعض الكتب معجزة وبعض


(١) مدن الملح ٢ - الأخدود: ص ١١١.
(٢) ليلة القدر: ص ٢٥.
(٣) المصدر السابق: ص ٥٩.
(٤) المصدر السابق: ص ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>