للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ثم فيحظر على العقل البشري نفي تنزيل الكتب السماوية. . .) (١).

(. . . يصبح الإنسان بهذا المعنى مجرد وسيلة، قطعة شطرنج على لوح الأديان) (٢).

(. . . أحكام الأديان ليست سوى قطع شطرنج على مربع الحياة يُمكن في أي وقت من الأوقات استبدالها بصيغة أكثر نضجًا واتساقًا مع العصر) (٣).

(. . . إذا كان النص الوارد في الكتب السماوية وسيلة لإسعاد البشر من أجل حياة أفضل، أوليس للإنسان وهو حقل تجارب مثل هذا النص أن يدرس ويحلل معانيه ومنطوقه وحيثياته ليعرف جدواه وصلاحيته للتطبيق حتى ولو أدى الأمر لرفضه) (٤).

(. . . لا يتحصن أي نص مهما بلغت قداسته بمقولة انه سماوي) (٥).

(. . . إن مناقشة قضية تنزيل الكتب السماوية بالتحليل والرأي الدارس باتت ملحة بعد أن أغلقت على العقل الجماعي النوافذ وأوصدت دونه الأبواب ولم يعد ثمة وسيلة لتنقية الهواء الفاسد سوى ثغرة تطل منها على الحقيقة خلف جدار الخوف. . .، إن فتح تلك الثغرة بمعول الجدل والنقاش من شأنه أن يثري الحركة الفكرية برأيان متعارضان (٦) يطرقان الحديد وهو ساخن، يطرحان أبعاد القضية وأدق تفاصيلها على بساط البحث يشرحان جسدهما المنهوك، لنتبين في النهاية أساس الداء، ولنبتر بمبضع الحقيقة الآفة الشريرة، فمن المرض إلى الشفاء، ومن الشك إلى اليقين، سواء كان هذا اليقين مع أو ضد الرأي القائل بالتنزيل، وننتهي بهذا إلى ثورة فكرية، ريح صرصر عاتي تسقط كثيرًا من أوراق الخريف المتمثلة في الخرافات التي عاشت قرونًا تلوث طهارة العقل الجماعي) (٧).


(١) المصدر السابق: ص ١٩٤.
(٢) و (٣) و (٤) المصدر السابق: ص ١٩٥.
(٥) المصدر السابق: ص ١٩٦.
(٦) هكذا، والصواب: برأيين متعارضين.
(٧) المصدر السابق: ص ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>