وعلى ذلك جميع المعتقدين بالشيوعية والوجودية، وعليه كل من أدونيس وأنسي الحاج والبياتي وتوفيق زياد وتوفيق صائغ وجبرا إبراهيم جبرا وجبران خليل جبران وخالدة سعيد وخليل حاوي وسعدي يوسف وسميح القاسم وحسين مروة والطاهر بن جلون والطيب تزيني وعلاء حامد وعادل ظاهر وعزيز العظمة وكاتب ياسين ولويس عوض ومحمد أركون ومعين بسيسو ومحمد بنيس وهاشم صالح ويوسف الخال (١)، وغيرهم.
القسم الثاني: الذين ينتسبون إلى الإسلام صدقًا أو نفاقًا، ويحاولون تفسير الإسلام ضمن هذا الإطار الإلحادي المادي، ويتصورون الوجود ضمنه، وينتجون ويفكرون من خلاله، جاعلين منه أساسًا علميًا لقياس كل شيء عليه، ومحاكمة كل شيء إليه، ابتداءً من وجود اللَّه تعالى وألوهيته حتى النبوات والغيبيات والمعاد وسائر قضايا الاعتقاد، حتى التشريعات والنظم والمناهج، وهم في أحسن أحوالهم -حين نحسن بهم الظن- يريدون أن يبينوا أنه لا تعارض بين الإسلام وهذا الإطار الذي يسمونه المنهج العلمي، ولا بين الإسلام والحياة والمعاصرة، ولذلك فإنهم يعمدون إلى عسف قضايا الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا، لتصبح داخل هذا الإطار تحت شعارات التنوير ومسايرة الإسلام لظروف العصر، وهم في هذا يسلكون منهج كثير من المفكرين النصارى مشابهين لهم أو متشبهين بهم.
فنصوص الوحي لديهم ليست مصدرًا للمعرفة لاستنادها -عندهم- إلى أصل مجهول، وعند بعضهم هي مصدر ثانوي للمعرفة بعد أن يثبت المنهج الفيللوجي أو التاريخي أو اللغوي أو غيرها من المناهج أن هذا النص يُمكن قبوله، ثم يخضعونه بعد ذلك للمنهج الهرمونطيقي أي: التأويلي الاستبطاني، ليرى مدى ملاءمته، وإمكانية اعتماده مصدرًا "ثانويًا" للثقافة، ولبعض الممارسات الحياتية التي لا تعارض مبدأ العلمانية.
وهذا القسم نوعان: منهم من قبل هذا الإطار لا في مجال الثقافة
(١) سبقت الترجمة لهم جميعًا. انظر: ثبت الأسماء المترجم لها.