للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لم يبق نبي إلأتصعلك، لم يبق إله) (١).

ويستخدم بعض أقوال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- استخدامًا سيئًا يدل على عمق استهانته بالإسلام ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول:

(وكان مكتوبًا: "أصبح وأنا لا آمل أن أمسى

أمسى وأنا لا آمل أن أصبح

ينزجر هكذا نصفي، ونصفي الآخر لا ينزجر وأتقدم كأنني

اتأخر، كسرطان مذعور) (٢).

ويستمد أدونيس من أقوال أسلافه الذين سخروا من الأنبياء وشتموهم ونعتوهم بالجنون، يستمد مفهومًا حداثيًا، فيقول: (وكثيرًا ما قُرن بين النبي والمجنون في التقليد الديني القديم، الجنون إذن، نوع من رؤيا الغيب وهو من حيث أنه رمز شعري يمنح الشاعر مزيدًا من الحرية ليعبر عن غير الطبيعي وغير العادي، بدءًا من الطبيعي - العادي، والجنون عند جبران يشير إلى مغامرته الروحية وإلى التوتر التراجيدي في بحثه عن المطلق، بدءًا من الثورة على المجتمع، تقاليد وشرائع) (٣).

فهو أولًا يصدق -ضمنًا- مقالة الذين رموا الأنبياء بالجنون، وثانيًا يجعل المجنون والشاعر الحداثي في منزلة النبي من حيث أنهم يشتركون في نوع من رؤيا الغيب.


(١) المصدر السابق ٢/ ٢٦٦.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٥٥١.
ويشير في ذلك إلى أثر "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء" وهو موقوف على ابن عمر أخرجه البخاري فى كتاب الرقاق، باب: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كن في الدنيا كانك غريب أو عابر سبيل" ٥/ ٢٣٥٨، وبنحوه في الترمذي كتاب الزهد، باب: ما جاء في قصر الأمل ٤/ ٥٦٧.
(٣) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>