للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورياح القبور، فوقك تئن أرواح ضحاياك، وتحتك تصطك جماجمهم وحولك تلتهب بالدعوات الضامئة عيون المشتهين قتلك. . .

يا اللَّه، أتحب محبتك للإنسان أكثر أم حكمتك؟ هل أنت أسير حكمتك قضائك وقدرك؟ ولا يكسر طوقهما ولا يحررك منهما إلّا المعجزة، اجباري إياك بالصلاة أو بتحريكي شعورك بالذنب أو بأي شيء آخر، على اجتراح المعجزة، المعجزة هي منك أم ضدك، من أنت يا اللَّه؟. . .) (١).

والمقال كله من هذا النوع الدنيء، سبحان ربي وتعالى عما يقول الكافرون علوًا كبيرًا.

ومن أمثلة الاستهانة والتحقير ما سبق نقله في الفصل السابق من قول حسن حنفي أن النبي قبل عرض قريش بذكر آلهتهم "الغرانيق" على أساس أنه رجل سياسة وليس نبيًا (٢).

وفي السياق نفسه دافع عن سلمان رشدي في روايته القذرة آيات شيطانية، والتي ممخر فيها بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أشد السخرية، يقول عنه حسن حنفي: (سلمان رشدي لم يقل شيئًا، أنا لا أتعرض لهذه الرواية -رواية سلمان رشدي- والأديب حُرٌّ في أن يكتب كما يشاء وحتى ولو كان مؤرخًا أو كاتبًا للسيرة فلا ينتقد إلّا بالمقاييس الأدبية في النقد الأدبي، أما إنه كافر وخرج. . . فهذا لا وجود له على الإطلاق هذا جزء من الحداثة) (٣).

وهذا إقرار صريح منه بتبني الأسلوب الذي مارسه سلمان رشدي في الاستخفاف والسخرية والتحقير، ولا غرو أن يكون كذلك فقد قال اللَّه تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ


(١) المصدر السابق: ص ٨ - ٩.
(٢) انظر: الإسلام والحداثة: ص ٢٣٤.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>