للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قصيدة همزية بعنوان "إفادة في محكمة الشعر" مليئة بالشتائم للأمة وتاريخها ورموزها، ومن ذلك قوله:

(مر عامان والمسيح أسير … في يديهم ومريم العذراء

مر عامان والمآذن تبكي … والنواقيس كلها خرساء

أيها الراكعون في معبد الحرف … كفانا الدوار والإغماء

مزقوا جبة الدراويش عنكم … واخلعوا الصوف أيها الأتقياء

اتركوا أولياءنا بسلام … أي أرض أعادها الأولياء) (١)

هذه أدبيات العلمانية والحداثة، وهي صورة عن ممارساتها الفعلية، فما الذي حدث للأمة لما تولاها هؤلاء الذين سخروا من الدين وأهله ورموزه وتاريخه وحضارته، وارتموا في أحضان الفكر الصليبي واليهودي والماسوني والإلحادي؟، لقد أضحوا هم بأنفسهم ألد عدو على الأمة، وأنكى سلاح وُجه إليها.

وبطل الأرض المحتلة وقائد العنف الثوري "محمود درويش"!! الذي نغص على اليهود حياتهم بانضمامه إلى حزب "راكاح" الإسرائيلي الشيوعي!!، له مشاركة في هذا النوع من الانحراف، تشابه قول أمل دنقل السابق عن نبي اللَّه نوح عليه الصلاة والسلام، حين جعل درويش من النبي الكريم نوح عليه الصلاة والسلام رمزًا للهروب والجبن وطلب منه ألّا يرحل، وذلك في قوله:

(يا نوح!

هبني غصن زيتون

ووالدتي حمامه!

إنا صنعنا جنه


(١) المصدر السابق ٣/ ٤٠٦ - ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>