العصر من حداثيين وعلمانيين ووجوديين وشيوعيين وغيرهم، نجد أنهم يعتمدون في حربهم للإسلام على حجج خاطئة، تعتمد على ألوان من الغلط في الادعاءات والقضايا والمقدمات والنتائج، ولكنه ليس الغلط الخفي غير المقصود، بل هو الغلط من أجل التمويه والتضليل، وهو ما يعرف -في المنطق والعقليات- بالمغالطة التي يواد منها إبطال الحقائق وإحقاق الأباطيل.
وصور المغالطات كثيرة، منها هذه الأقوال التي يطرحها هؤلاء على أساس أنها أدلة، وهي في الحقيقة لغو لا فائدة منها: إذ يصطنعون كلامًا يظهر في أعين البله أنه عقلي، وهو في الحقيقة مجرد إيهام وتمويه بتطويل كلام وترديده وصوغه على شكل حجة، وبرهان وقياس، كقول القائل: إذا كان محمد أبا لأحمد فأحمد ابن لمحمد، لكن محمدًا أب لأحمد، إذن فأحمد ابن لمحمد، وهذا كله لغو لا فائدة منه، لأنه لا يثبت أبوة شخص لآخر ما لم تثبت بنوة الآخر له (١).
ومن أمثلة المغالطة ما يسمى "المصادرة على المطلوب" كمن يحاول إقامة الدليل على كروية الأرض بقوله: لو لم تكن الأرض كروية لكانت منبسطة لكن الأرض ليست منبسطة إذن فالأرض كروية.
ففي هذا الدليل مصادرة على المطلوب؛ لأنه يشتمل على مقدمات يتوقف ثبوتها على ثبوت المدعى؛ لأننا لا نعرف كون الأرض غير منبسطة حتى نعرف كونها كروية.
ومن أمثلة المغالطة قول الملحد: لا وجود للخالق؛ لأن وجود الكون يفسّر بقدم المادة، ولا علة للخلق والحوادث إلّا الحركة العشوائية الذاتية، مع العلم بأن هذا يتوقف التسليم به على إثبات عدم وجود الخالق، ففيه مصادرة على المطلوب، هذا من وجه، وفيه من وجه آخر ادعاء سببية وعلية الحركة العشوائية الذاتية مع أن الحركة العشوائية الذاتية، لا تصلح بحال من