للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحوال لتعليل وجود هذا الكون المتقن، وهذه الحركات المقننة، وهذه المسيرة الكونية المحكية، التي لا يدخلها الخلل ولاتتعرض للفساد (١).

وتأتي المغالطة كذلك من "التعميم الفاسد"، ومن "التحريف المقصود" ومن "التلاعب بالألفاظ" وصولًا إلى تغيير المعنى الحقيقي كما يفعل العلمانيون اليوم في تفسيرهم للإسلام تفسيرًا ماديًا بناء على تلاعب في الألفاظ الشرعية، وتنشأ المغالطة من "تحريف في معنى النص"، وهذا من أوسع أبواب المغالطة المعاصرة عند العلمانيين والحداثيين وجمهرة المعادين للدين.

وتنشأ المغالطة من "افتراء الكذب الصريح" تحت أغلفة من الحيل الثقافية أو الفلسفية أو المعرفية، وهذا أيضًا من دأب أعداء الرسل والرسالات.

ومن المغالطات الإلحادية المعاصرة "الإيهام بأن العلوم المادية والمكتشفات التجريبية قائمة على الإلحاد"، أو تؤيد المذهب الذي يريد صاحب المغالطة نصره.

ومن المغالطات "أخذ أمور خاصة وقطعها عن أصولها وجعلها دليلًا على فساد الأصل"، وهو من نوع المصادرة على المطلوب، مثل أن يقول: عين الإنسان تشابه عين الحيوان وشعر يشابه شعره، إذن فلا يوجد فرق بين الإنسان والحيوان، أو لا يوجد في الحقيقة إنسان، إذ لا وجود إلّا للحيوان.

ومن هذا الضرب حجة أدونيس وابن الراوندي في قولهم: إن الإسلام مضاد للعقل؛ لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- جاء بالصلاة والغسل من الجنابة والطواف والسعي.

حيث جعلوا هذه الأمثلة دليلًا لهم على مضادة الإسلام للعقل وهي مصادرة على المطلوب، ومغالطة مكشوفة.


(١) انظر: المصدر السابق ص ٣٠٨ - ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>