للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدم يكتب ميلاد وموت الكلمة، وأنا أحمل في الشارع جثة

مخفيا وجهي عن اللَّه وعنك) (١).

وفي اعتزازه واعتماده على عشتار الوثن الجاهلي القديم، يأبى إلّا أن يصف السماء وما يأتي منها من خير وهدى بأوصاف شتيمة وذم، وكأنه يستجلب رضى هذا الوثن بسب الحق، كما كان يفعل الجاهليون في عهد النبوة، يقول:

(ضارعًا أسأل، لكن السماء

مطرت بعد صلاتي الألف ثلجًا ودماء

ودمى عمياء من طين وأشباح نساء

لم يرين الفجر في قلبي، ولا الليل على وجهي بكاء

فمتى تنهل كالنجمة عشتار، وتأتي مثلما أقبل في ذات مساء

ملك الحب لكي يتلو على الميت سفر الجامعة

ويغطي بيد الرحمة وجهي وحياتي الفاجعة) (٢).

أمّا نزار قباني فيجعل الضياء الآتي -حسب رأيه- من حوانيت إباحياته وعهره، ثم يتساءل:

(ما الذي يفعله قرص ضياء؟

ببلادي

ببلاد الأنبياء

ماضغي التبغ وتجار الخدر

ما الذي يفعله فينا القمر؟


(١) ديوان البياتي ٢/ ٢١٩.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>