للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى العكوف على النفس في مجتمع الضجيج كثير التمسك بالقيم اليومية، شديد الجحود لفضل "أنبيائه") (١).

فهو يقر بالوصف الذي يطلقونه يدعونه لأنفسهم ويبين أصل هذا الاتصاف ومنشأه.

وتشرح خالدة سعيد زوجة أدونيس بعض موارد هذا الاتجاه فتقول: (لم يعد الإنسان مكانًا، محلًا للأوامر والنواهي أو قوانين القوى الخارجة عنه، بل قطبًا آخر يقابل هذه القوى، كما تكشف قصيدة أدونيس "أمس، المكان الآن" ومن هذه الشرفة، شرفة تطلع النص الإبداعي إلى النهوض بالدور الفلسفي والديني، يُمكن أن نقرأ أعمالًا "كالبئر المهجورة" ليوسف الخال أو "ثلاثون قصيدة" لتوفيق صايغ، أو "مقام القوس وأحوال السهم" لسمير صايغ، ومثل ذلك الفهم النبوي لدور الشاعر واعتبار الشعر نوعًا من الرؤيا) (٢).

وفي حديث لأحدهم عن المسار الحداثي الانتهاكي، والتجديد الانهزامي الذي جاء على يد مجموعة من التلفيقيين المنهزمين، وآخرين من المعادين الصرحاء، وبعد أن ذكر أسماءهم قال: (وأذكر هؤلاء لا على سبيل الحصر، هو في تاريخنا الفكري الأكثر جرأة، والأشد تنوعًا، كان سجالًا ذا طابع مصيري، فمعظم الذين اشتركوا فيه كانوا يدركون أزمة الواقع، وكانت لديهم الحماسة الرسولية لتجاوز هذه الأزمة) (٣).

ولآخر من زعمائهم قول مشابه: (. . . مثلما يستدعي الفكر التنويري مفهوم التقدم الاجتماعي كضرورة منطقية، فإنه ينتج مفهوم المثقف - الرسول الذي يرى في الوعي أساسًا للتقدم) (٤).


(١) اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٥٩ - ١٦٠.
(٢) قضايا وشهادات ٣/ ٨٥.
(٣) قضايا وشهادات ٢/ ١٨ من مقال لسعد اللَّه ونوس، والأسماء التي ذكرها هم: محمد عبده وفرح أنطون وشبيلي الشميل وجورجي زيدان وطه حسين وهيكل وعلي عبد الرازق والمازني ورئيف خوري.
(٤) المصدر السابق ٢/ ٨٢، والقول لفيصل دراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>