الأديان السماوية الذي يعتقدون أن الزمن في الاخرة غير منعدم ولا منقطع.
وعلى كلا الاعتبارين يظل إحسان عباس وهو من المعتدلين في الحداثة كما يصورهم بعضهم!! يظل مرتبطًا بالمفهوم المادي الغربي ومنصبغًا بصبغته.
وهذا الصنيع نفسه يمارسه جابر عصفور في مقاله الهجائي "إسلام النفط" حين يتحدث عن الزمن في المفهوم السني الاتباعي، من منظورٍ علماني مادي متطرف، فيصور أن الزمن عبارة عن خط دائري منحنٍ هابط، في حين أن الزمن في المنظور الحداثي حركة تصاعدية راقية، وهي المفاهيم عينها التي أشار إليها إحسان عباس فيما نقلناه عنه آنفًا.
يقول جابر عصفور بعد أن ساق جملة من الأحاديث والآثار الأمرة بالاتباع والناهية عن الابتداع:(أمَّا المقولة الخاصة بالزمن فتقودنا إلى مفهوم التاريخ الذي يرتد إلى أصله، بالمعنى الذي يوقع التصور الخطي الأفقي للزمن على تصوره الدائري، حيث يتحول الزمن إلى حركة متكررة، ثابتة، تقع على نقاط خط منحدر، هابط، بدايته الايجاب المحض ونهايته السلب المطلق، فلا يغدو التاريخ حركة صاعدة توازي ارتقاء الإنسان وتطور وعيه الموازي لتطور فعله الصاعد على سلم التقدم درجة درجة، مع التراكم الكمي والكيفي للمعرفة التي يصوغها، والأفعال التي يصنعها بل يغدو ينحط دائمًا كلها مضينا صوب المستقبل، وباعدنا عن الماضي الأول الذي هو نقطة البداية والمنهج والأصل والمثال)(١).
ثم ينقل كلامًا لصنوه في المادية أدونيس، ثم كلامًا للشاطبي -رحمه اللَّه- عن رسوخ علم السلف ثم يعقب عليه قائلًا: (وهي مقولة تبرر ثلاثية النقل والاتباع والتقليد، فما دام التاريخ منحدرًا والمعرفة هابطة، فالابتعاد عن الأصل يرادف السقوط المنحدر، على سلم المعرفة والقيمة،