للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين الاعتقاد بوجود الجنة أو النار أو إنكار وجودهما. . بمعنى أنه لا ارتباط بين الحضارة وبين هذه المعتقدات) (١).

ويسمى الإيمان بالجنة آمالًا كاذبة فيقول: (وتدفع هذه الآمال الكاذبة قطعان البشر للاستسلام للظلم والاستبداد والقهر والاستذلال والجوع والحرمان أملًا في جنة أخرى غير أرضية يقطف ثمارها الإنسان بعد موته. . .

هل قرأت أو سمعت عن مجتمع انهار لأنه لا يؤمن بوجود يوم البعث والحساب؟. . .) (٢).

وتتنوع عباراته في السخرية بالجنة وما فيها من نعيم ويسميها "الفندق الإلهي" (٣) وبسأل ساخرًا عن التأثيث في بيوت الجنة والأجهزة الموجودة فيها من مكيفات وثلاجات، والمرافق والمباني والملاعب، والأدوات المدرسية والمواد الأولية للبناء كالاسمنت والحديد والطوب والورق، ثم يضيف بعد ذلك كله: (الأقرب إلى التصور أن الذي يعمل لخدمة أهل الجنة هم أهل النار، هم الكادحون، ينظفون الشوارع، ويقيمون المباني، وينشئون المرافق، ويجمعون القمامات، ويطهون الطعام، ويعملون في المصانع، كل المصانع من الإبرة إلى الصاروخ. . .) (٤).

وكلامه الساقط من هذا القبيل كثير (٥).

وتتحدث نوال السعداوي عن "البودي جارد" أي الحارس الجسدي فتقول متهكمة: (وفي سعادة طاغية يموت فداء الوطن وفي عنقه مفتاح الجنة معلقًا داخل السلسلة يفتح باب الجنة ويدخل مع الأنبياء والشهداء) (٦).


(١) المصدر السابق: ص ١١٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١١٣.
(٣) و (٤) المصدر السابق: ص ١١٦ - ١١٧.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٠، ١٢٢، ١٢٣، ٢٠٨.
(٦) سقوط الإمام: ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>