للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد أحرزوا انتصارات شتى في اكتشافات القوانين الكونية وتسخيرها، وتحقق في عالم الصناعة والطب والمكتشفات والمصنوعات ما يشبه الخوارق -بالنسبة للماضي- وما يزالون في طريقهم لإحراز انتصارات واكتشافات مادية أخرى، ولكن ما أثر هذا كله في حياتهم؟ وما تأثيره في نفسياتهم وسلوكياتهم؟ هل وجدوا السعادة؟ هل وجدوا الطمأنينة؟ هل وجدوا السلام؟ هل زالت الآلام والشرور التي يزعم أدونيس إنه يُمكن للإنسان الخلاص منها؟.

كلا لقد عمهم الشقاء والقلق والخوف والأمراض العصبية والنفسية والشذوذ والجريمة، وها هي شهادة أحد فلاسفتهم ومنظريهم المعاصرين يقول: (سبب الازدياد المطرد في عدد الجرائم الجنسية في أوروبا وأمريكا، القدر الكبير من القلق والجزع والخوف، ومن الإنصاف أن نقول بأن كل أصناف الجريمة قد ازدادت، إلّا أن الجريمة والعنف الجنسيين قد سجلا أكبر نسبة من الازدياد) (١)، ثم يذكر أرقامًا تصاعدية لعدد الجرائم ثم يضيف: (وفي الولايات المتحدة مايزيد على ١٥٠٠٠ اعتداءً جنسيًا في العالم، والسبب هو بلا شك الضغوط والتوترات الاجتماعية المتنامية في مجتمعنا الحضاري الآلي) (٢).

ويقول: (إن مجتمعًا كمجتمعنا هو تربة خصبة مثالية لنمو كل أنواع الشذوذ الجنسي) (٣).

ويقول معللًا هذه الظواهر الشريرة: (. . . إن انهيار "القيم" في مجتمعنا الذي حلله نيتشه بعمق كبير، لا بد أن يؤدي حتمًا إلى زيادة السادية (٤). . . وينبغي أن ندرك أن هذا الانهيار هو في معظمه "انهيار ثقافي"


(١) و (٢) أصول الدافع الجنسي: ص ٢٥٨ لكولن ولسن.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٤٤.
(٤) السادية: ضرب من الانحراف الجنسي، يتميز بالحصول على اللذة الجنسية والاستمتاع الشهواني من جراء إساءة معاملة الأفراد الآخرين من الذكور والإناث، تستخدم هذه اللفظة أحيانًا بشكل عام للدلالة على حب القسوة والفظاظة والتلذذ بتعذيب الطرف =

<<  <  ج: ص:  >  >>