للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس عن هذا، وأشدهم تنكبًا لطريق العلم واليقين والبرهان، انظر قول الباطني "أدونيس":

(القدر اهتز على البحار

وانكسرت خواتم الخرافة

وها هي الأغوار

فاترك لنا أن نزرع الشطآن بالمحار

أن نرسي الفلك على صنيّن

واترك لنا أن نصعق التنين

يا سيد الخرافة) (١).

فهو يصف كيف أن القدر أصبح عند الغربيين -ورمزهم البحار- خرافة، ثم يشيد بذلك زاعمًا أن هذه الضلالة أو صلتهم إلى الأغوار والفهم العميق، ويتمنى أن يسلك سبيلهم ليزرع الشطآن وسائر البلدان بهذه الفكرة الغربية القائمة على كسر خرافة القدر -كما يزعم- ثم ينادي بقتل التنين والخرافة، وهما رمزان للتخلف يقصد بهما الدين وقضاياه، ومنها القدر.

وهكذا ينتحب الإلحاد في صورة شوهاء واستلقاء فكري انثوي!!.

أين هؤلاء عن أقوال الغربيين الذين اكتشفوا هزال حياتهم وشتاتها وفسادها وتناقضها وانحدارها؟ وهم كثير، بعضهم استطاع أن يصف الداء ويشخص المرض ويطنب في توصيف ذلك، وبعضهم اهتدى للدواء الشافي من هذه العلل، ومنهم - على سبيل المثال "ركس انجرام (٢) " الذي قال بعد


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٣٩٦.
(٢) ركس انجرام، ولد في اسكتلندا في أواخر القرن الماضي وشارك في الحرب العالمية الأولى، ثم رحل إلى العديد من بلاد الشرق ودرس لغاتها وأديانها، وانتهى به المطاف مصورًا سينمائيًا في هوليود، ثم اعتنق الإسلام بعد أن وجد ضالته المنشودة. انظر: كتاب قالوا عن الإسلام: ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>