التي اكتسبتها من العرب في تهدئة أعصابي أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير) (١).
فإذا كانت نفحة من نفحات الإيمان بالقضاء فعلت بهذا الرجل ما فعلت على الرغم من الشوب الموجود في كلامه مثل تسمية القدر "جبرًا"، فكيف لو ضارع هذا إيمان باللَّه تعالى؟.
والمقصود من كل هذه الإيرادات أن هناك من الغربيين من عرف بتجربته العلمية أو العملية أن القضاء والقدر حقيقة وليس خرافة كما يقول مقلدة المذهب الإلحادي من العرب، ولست في إيرادي هذه الأقوال أريد إثبات حقيقة قاطعة يقينية، بقدر ما أريد أن أبين أن أتباع المذهب الإلحادي في غمرة انغماسهم في تقليد الماديين الملحدين الغربيين عموا وصموا عن رؤية وسماع أقوال أخرى وتجارب أخرى هي أقرب في لهجتها وطرحها إلى الصدق والتجرد والموضوعية.
ومن هذا المنطلق تبدو لنا إحدى مشكلات الحداثة العربية المعتمدة في تقليدها على نظرة آحادية جامدة مصوبة نحو فلاسفة وأساتذة المادية والإلحاد، مغفلة بجهل أو تجاهل أي أقوال أخرى، بل بلغ ببعضهم التطرف الإلحادي أن اعتبر مقولات بعض الغربيين الذين أسلموا أو الذين امتدحوا بعض عقائد الإسلام؛ اعتبروها تخلفًا ورجعية وانتكاسة، وقد مرت معنا بعض أقوال محمد أركون، التي انتقد فيها موريس بوكاي في دراسته للكتب السماوية وترجيحه وتقديمه للقرآن على ما سواه، وأقوال الطيب تزيني عن رجاء جارودي، حيث ألف كتابًا عنه يناقش فيه إعلانه الدخول في الإسلام الذي عده "ردّة"!!.
ومن الأقوال الشنيعة قول النصراني أنسي الحاج الحداثي الملحد:
(يا اللَّه، أتحب حجتك للإنسان أكثر أم حكمتك؟
(١) دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي: ص ٢٩٠ - ٢٩٢ تعريب عبد المنعم محمد الزيادي، وهذه التجربة نقلها كارنيجي عن ر. ن. س. يودلي.