للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، فهذه عقيدة كل مسلم يؤمن باللَّه تعالى من السلف والخلف كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢)} (١).

ووصف العلماني الجاهل هذه العقيدة بأنها إصرار من قبلنا يدل على مقدار الجهالة بالإسلام وعقائده وتاريخه وواقعه، كما يدل على أنه يجحد قدر اللَّه تعالى وقدرته على إجراء الأحداث والوقائع وفق مشيئته -جلَّ وعلا-.

أمَّا وصفه للسلف بأنهم مع عقيدتهم في القدر يرون بأن اللَّه لا يملك أن يغير مجرى الأحداث، فهذا كذب وافتراء على عقيدة السلف وأتباعهم إلى يوم القيامة، ويكفي في الدلالة على عمق الجهالة والاستخفاف بعقول الناس والكذب الصريح، ما في هذا النص من مغالطات وأكاذيب تدل بجلاء على نوعية الخصومة التي يرفع الحداثيون والعلمانيون لواءها ضد الإسلام وأهله.

ولو أني بليت بهاشمي … خؤولته بنو عبد المدان

لهان عليّ ما ألقى … ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني (٢)!!

فلا عقول يُمكن مناظرتها، ولا احترام للحقيقة يُمكن الاستمساك بها، إضافة إلى الكذب العلمي والافتراء الفكري على أقوال المناوئين!!.

وعلى غرار أسئلة أنسي الحاج الشكية الإلحادية التي سبق آنفًا نقلها، نجد صلاح عبد الصبور يطرح أسئلة على لسان أحد شخصيات مسرحية "الحلاج" حيث يقول:

(يا حلاج

الشر قديم الكون


(١) الآية ٢٢ من سورة الحديد.
(٢) البيتان قائلهما دعبل الخزاعي، وقيل: زياد بن عبيد اللَّه الحارثي. انظر: ديوان دعبل: ص ١٥٧، والكامل للمبرد ٢/ ٩٨٠، وأخبار أبي تمام للصولي: ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>