للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشر أريد بمن في الكون

كيف يعرف ربي من ينجو ممن يتردى؟) (١).

قال اللَّه تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)} (٢).

ويصوغ صلاح عبد الصبور نفيه للقضاء والقدر في صيغةٍ تمريضية "قيل لكم" وأخرى تشكيكية "فيما رواه الناس"، وذلك في قوله:

(وقيل لكم:

بأن حياتكم جسر، وأن بقاءكم مسطور

خطى تخطى بميقات إلى دار ببابين

نطوف بها كومض شعاعة العين

وأن العاقل المبرور من يحيا بلا زاد

ليجمع زاد رحلته

لأن وراء هذه الدار فيما قد رواه الناس

شطوطًا طاميات موجها ديجور) (٣).

ثم يواصل في وصف المعاد بالصورة التشكيكية الموصلة إلى النفي المحض، ولكنه لم يكتف بذلك بل أعقب هذا الهراء بقول يؤكد فيه أنه يرى القدر والمعاد زيفًا وقولًا ساقطًا اعتلى مكانة بين الناس بسبب الترديد، فيقول:

(أقول لكم بأن الزيف قد يقتات بالفطنة

وسقط القول قد يعلو بأجنحة من الترديد) (٤).


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٤٧٤.
(٢) الآية ٧٠ من سورة الحج.
(٣) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٦٧.
(٤) المصدر السابق: ص ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>