للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنزار قباني خوض واسع في المستنقع الآسن "نفي القدر" ومن ذلك قوله:

(أنا رجل بلا قدر

فكوني. . أنت لي قدري

وأبقيني على نهديك

مثل النقش في الحجر) (١).

وهذا بعض كبره واستكباره الدنيء البذيء على اللَّه مالك الملك، ونحوه قوله:

(مشيئة الأقدار لا تردني

أنا الذي أغير الأقدار) (٢).

ومراده نفي القدر وأنه لا يخضع لسلطانه، بل هو الذي يغير القدر، ويقال لهذا الصغير المتطاول: إذا جاءك الموت فلا تقبل به وردّه إن استطعت!!.

أمَّا تعبيره بمشيئة الأقدار فسوف تأتي مناقشة ذلك في هذا الفصل عند الكلام على أن الأقدار لا تضاف إليها الصفات والأفعال الاختيارية، وهذا القول من الجهل الفاضح باللغة والمعاني، ودلالاتها، ومثله في نفي القدر مع إضافة المشيئة له مع نفي مشيئة اللَّه القادر العليم، قول الشيوعي الفلسطيني سميح القاسم:

(ومشيئة الرحمن والأقدار

بعض من نفايات القرون!) (٣).


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني ١/ ٦٥٤.
(٢) المصدر السابق ٣/ ٣٢٩.
(٣) ديوان سميح القاسم: ص ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>