للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسخ السديم

والموت والعبث الصميم

والمستحيل

كتل من القدر المجلد في شراييني تسيل

صوت: (مختلطًا بالصدى)

ذاك، ذاك الوسخُ

في جبين الناس في كل غدير تسخُ) (١).

ويقول في موضع آخر:

(ماذا؟ أليس عن القدر

نسخ البشر

سفر الوقائع والمصير

وتفكروا وتبصروا

فهنا الحقيقة كالنفاضة لوثت طرف الحصير

وهنا الضحى يتحلزن

فوضى: صباح لا يرى وألوهة تتوثن) (٢).

ففي المقطع الأول جعل القدر وسخًا يرسخ في جبين الناس، وفي الثاني جعل القدر مجرد نسخ بشرية، ونفاضة ملوثة وصباح لا يأتي لا يرى. وهي عبارات مهاترة تدل على ما هناك من حقد دفين وضلال مكين.

أمَّا محمود المسعدي، الحداثي التونسي فإنه يجعل الإيمان بالقدر ضيقًا وتحجرًا، وذلك حسب النظرية الحداثية الأفاكة، يتحدث واصفًا تتلمذه


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ١٨٤ - ١٨٥.
(٢) المصدر السابق ١/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>