للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضمنة عن الإنسان المجبور، فيفجر صورة الإنسان الخانع، الراضي بما قسم له ويستبدل بها صورة إنسان آخر، مختار، مريد، قلق، متوهج برغبته في التجاوز، متهلب بحلمه في الصعود إلى ما ينفي به جبرية سجنه في طقس القدر، وتقليدية معرفته في طقس الوطن. . .) (١).

ومن أمثلة ذم القدر والاعتراض عليه قول نازك الملائكة:

(تفجري يا مياه

تفجري فوق قبور البشر

تفجري في الصخر

وسجلي مأساة هذي الحياة

فوق جبين القدر) (٢).

أمَّا البياتي فيجعل الثورة على القضاء مطلبًا للحياة، وذلك في قوله:

(فعد لنيسابور

لوجهها الآخر، يا مخمور

وثر على الطغاة والآلهة العمياء

والموت بالمجان والقضاء) (٣).

ولنزار قباني مقطوعة بعنوان "خبز وحشيش وقمر" ملأها بالسباب والتهكم بجملة من مقومات حياة المسلمين، الاعتقادية والعملية والثقافية والسلوكية، ومن هذه المقطوعة قوله:


(١) الإسلام والحداثة: ص ١٩٣ ثم يستشهد على كلامه هذا بمقطوعة لعبد اللَّه الصيخان بعنوان "كيف صعد ابن الصحراء إلى الشمس" من ديوانه هواجس في طقس الوطن: ص ١٠ حيث اعتبرها جابر عصفور مثالًا للتمرد والثورة على الإسلام والقدر. انظر: الإسلام والحداثة: ص ١٩٣ - ١٩٤.
(٢) ديوان نازك الملائكة ٢/ ١٥٩.
(٣) ديوان البياتي ٢/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>