تنشط؛ لأنه ملاحق دائمًا بنفس الحقائق التي يحاول إنكارها) (١).
نعجب من هذا التصريح الذي يقوله عالم من علماء الغرب، ويزداد العجب إذا علمنا بأن هذا العالم المادي دارويني الاعتقاد والمنهج!!، ولكنه مع ذلك لم يستطع أن يتجاوز حقائق الواقع في محدودية العلم، وحاجة الإنسان إلى الإيمان والدين، بل وحاجته الشديدة إلى غيب يؤمن به، ومن هذا القبيل قوله: (ومع التنور الذي حدث في القرن الثامن عشر برزت تدريجيًا مكانة "التعليل العلمي" ليصبح الإيمان الجامع للناس، إلّا أنه أيضًا بدأ مرحلة ضعانه منذ بضعة عقود؛ لأن محدوديته الفكرية والتطبيقية ظهرت بأسلوب جلي، قليل من الناس من يشك في أن العلم هو أعظم القوى في العالم المعاصر، ولكن لم يبق إلّا عدد قليل جدًا من الناس -بخاصة المتعمقين منهم- على اعتقاده أن العلم قادر على تفسير معضلات الكون أو أنه قادر، لوحده، أن يعطي للحياة الإنسانية وجهة ومعنى. . . وتواجهنا العلوم المادية بتناقضات لا حلول لها عند ما نحاول فهم حدود الفضاء أو بدايات الزمن، أضف إلى ذلك أن الإنجازات العلمية تثير، بصورة عامة، مسائل أخلاقية يعتبرها كثير من العلماء خارج نطاق كفاءاتهم، ويشيرون إلى أن العلم والتكنولوجيا أدوات ووسائل ليس لها أخلاق، ويُمكن استعمالها لخير البشرية أو لدمارها. والاعتقاد بأن العلم قادر على حل أكثر المشاكل العلمية أمر يكذبه الوعي المتزايد بأن تكنولوجيا العلم تثير مشاكل جديدة في محاولاتها لحل المشكلات القديمة. . . وقد تأتي صعوبة البحث في مشكلة "معنى للحياة" من حقيقة أننا نثير أسئلة خاطئة، ونسيء تفسير النجاحات التي أحرزتها البشرية في فترات وجود الإيمان الموحد.
. . . لقد أخذ الإيمان أشكالًا عدة عبر التاريخ وسواء كان الاعتقاد بإله أو بفلسفة غير مادية، فإنه يحوي دائمًا نظرة إلى الإنسان وامتداده لما وراء الزمن الحاضر، وكلما اتسعت الصلة كبر المعنى؛ ولهذا احتفظ