للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين والفلسفة رغم نقصهما الظاهر في القيم العملية (١) بجاذبيتها للبشرية) (٢).

ومن هذا الكلام وأشباهه يُمكن القول بأن ظلام المادية الملحدة آذن بالانقشاع؛ لأنه بُني على شفا جرف هار؛ ولأنه حارب أو تجاهل أهم الخصائص الفطرية للنفس الإنسانية، الروح، والإيمان بإله خالق، والإيماق بغيبٍ وراء العالم المحسوس.

وغير بعيد ما ذكره مترجم "تاريخ الفكر الأوروبي الحديث" الأستاذ أحمد الشيباني (٣) -رحمه اللَّه- حين ذكر في مقدمة ترجمته لهذا الكتاب أن مكتشفات جديدة في الفيزياء الحديثة على يد علماء من الغرب هدمت الحتمية المادية نظرية وأقنومًا أساسيًا من أقانيم الفلسفة المادية، وخاصة نظرية "هينبرغ" في اللاحتمية التي تعد بمثابة الإعلان الرسمي عن انهيار الحضارة الأوروبية العلمية فلسفة وعلومًا وأنظمة) (٤).

وعلى الرغم من علائم تراجع المد الإلحادي في الغرب، ومحاولة البحث عن إنسانية الإنسان بعيدًا عن معطيات المادة؛ فإن أتباع الحداثة والعلمانية ما زالوا يعيشون في دائرة الخضوع والملق والمداهنة لمذاهب ومناهج المادية الإلحادية الغربية، والنصوص السابقة التي نقلتها والتي ينفي


(١) هذا رأي المؤلف، وهو رأي محصور على رؤية قاصرة، وتحصر الدين في النصرانية، ويظهر من ذلك جهله أو تجاهله للإسلام.
(٢) إنسانية الإنسان: ص ٢٢٠ - ٢٢١.
(٣) أحمد الشيباني، ولد في عام ١٣٤١ هـ/ ١٩٢٣ م في بادية الشام من قبيلة شمر، درس الابتدائية والثانوية في المدارس الألمانية، وتخصص في الدراسات الفلسفية والتاريخية والإسلامية، وألف وترجم عددًا من الكتب ومنها هذا الكتاب "تاريخ الفكر الأوروبي الحديث" لرولاند سترومبرج، والأستاذ أحمد له مواقف مشهورة ضد الحداثة وأتباعها المحليين، وهو يتحدث في شأنها وشأنهم عن علم واطلاع عميق، توفي -رحمه اللَّه تعالى- في شعبان من عام ١٤١٦ هـ. انظر: تاريخ الفكر الأوروبي الحديث: ص ٧٨٢.
(٤) انظر: مقدمة الأستاذ أحمد الشيباني لكتاب تاريخ الفكر الأوروبي الحديث: ص ١٠٣ دار القارئ العربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>