للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنقض الأمس الحزينا

ثم تحيا حرة خضراء في الفجر الجديد) (١).

ويشرح صاحب الكتاب التبجيلي المسمى "مع خليل حاوي" في مواضع عديدة مقطوعة "نهر الرماد" ومما قاله عنها أن خليل حاوي (كان قد هدم "بنهر الرماد" الإيمان بالأساطير والتعاويذ والغيبيات) (٢)، وإن يكن قد فعل خليل حاوي هذا في نهر الرماد فإنه قد هدم الغيبيات من قلبه، وأخلد إلى الأرض كسائر الحداثيين، أمَّا الغيبيات في ذاتها فغير قادر هو وأهل الأرض جميعًا على هدمها؛ لأن حقائقها ثابتة، ودلائلها واضحة.

وقد نال خليل حاوي ثمرة هدمه للغيبيات من نفسه حين ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه فانتحر {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣)} (٣) وقد دون الحداثيون هذا المجد!! في كتب وملاحق ومجلات وندوات (٤).

أمَّا نزار قباني فإنه كتب في رسالة بخط يده إلى جهاد فاضل، ونشرها هذا الأخير في كتابه فتافيت مشاعر، ومما قاله قباني في هذه الرسالة: (أنا شاعر لا أؤمن بالغيبيات وضرب المنادل، وقراءة فناجين القهوة، فلكي أؤسس وطنًا معافى، لا بد لي من جرف كل هذا الخراب أولًا) (٥).

وفي "موسوعة الفلكلور والأساطير العربية" يقرر المؤلف أن الذهن الغيبي والجبري القدري آفات تقع في مواجهة العلم التجريبي، فيقول في مقدمة: (راعيت الاهتمام بالموروثات الروحية الانزيمية الطقسية، وما تقتضيه


(١) شعرنا الحديث إلى أين: ص ١٣٤.
(٢) مع خليل حاوي: ص ٤٩١.
(٣) الآية ٣٣ من سورة القلم.
(٤) انظر مثلًا: كتاب رسائل الحب والحياة، الشاعر العربي خليل حاوي انتحر احتجاجًا على اجتياح لبنان إصدار دار النضال - بيروت.
(٥) فتافيت شاعر: ص ٤٣، ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>