للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك تبنى الغرب هذا الاتجاه من خلال مؤسساته الثقافية الاستخبارية مثل مؤسسة "فرانكلين" وحرية الثقافة (١) ومؤسسة "فلبرايت" ومؤسسة "فورد" ومؤسسة "روكفلر" (٢).

لقد قامت هذه المؤسسات بأدوار كثيرة في مواجهة الإسلام، في دعم العلمانية والأنماط الثقافية والسلوكية الغربية، وتجنيد العملاء المتدثرين بدثار الثقافة والأعلام، إلى غير ذلك من الأدوار والأعمال المشبوهة.

وكان العنصر الوثني والأسطوري -الآتي من الغرب أساسًا- من أهم العناصر الذي دعمته هذه المؤسسات؛ ليقوم بدور داعم للثقافة الغربية التي تريد أمريكا ودولة اليهود خاصة بثه ونشره في المنطقة (٣).

ومن أقرب البراهين على تبني الوثنيات البائدة تسمي مجموعة من شعراء الحداثة بالشعراء التموزيين (٤)، وتسمى النصيري علي أحمد سعيد باسم الوثن "أدونيس" وفي خرافات هذين الوثنين المنطلق الاعتقادي والعملي لهؤلاء الحداثيين، ولمن جاء بعدهم ممن تأثر بهم "ولا يخلو حداثي مهما صغر من التأثر بهم".

ومن خلال هذا الانتماء الوثني ترسخت علاقاتهم بالوثنيات على أوسع قاعدة، وحاولوا أن يفلسفوا التجديد والتحديث والانبعاث من خلال أساطير تموز وأدونيس فلسفة توافق طموحاتهم الحداثية القائمة على هدم كيان هذه الأمة وتحطيم مقوماتها.

ولقد وجد جبرا والثلة التموزية الذين معه في إحياء الرموز الوثنية وإشاعتها خير مدخل إلى السوق الثقافي العالمي -الغربي بطبيعة الحال- وأبشع مخرج عن الأمة وتاريخها وحضارتها ودينها وقيمها، وقد عبر جبرا


(١) انظر: ما كتبه عنها وعن علاقتها بالحداثيين، الحداثي محمد الأسعد في كتابه بحثًا عن الحداثة: ص ٤٢ - ٤٣، ٤٨.
(٢) انظر: الغرب في مواجهة الإسلام لمازن مطبقاني: ص ٣٤.
(٣) انظر: الاعتراف بهذه الحقيقة في كتاب بحثًا عن الحداثة: ص ٤٢ - ٤٣.
(٤) وهم: أدونيس ويوسف الخال والسياب وخليل حاوي وجبرا إبراهيم جبرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>