للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمسح جراحي

قاتل القمر أنا، قاتل العنقاء المشعوذة، أركب صهوة

السمندل واتنشق الجمر

العقرب يرتسم وطنًا، الضفدع يلبس قناع التاريخ، المجد

يكتبه سطيح والرخ - لكن صراخي سيبقى: آه يا قفا العالم

آه يا عذوبة الأشياء المنكرة) (١).

ولا يستنكف أدونيس من وصف نفسه وكلامه بالغيبي، فقد لقن أتباعه ما يكفي لنفي الغيب الحقيقي، ولينشيء لنفسه عالمًا من الهالات الغيبية لتتبعه العقول الغبية (٢)، يقول:

(وأنا الصاعق الحدود، أنا الرحم الأولية

ويقولون: هذا غموض

ويقولون: غيب

غيبي كلماتي

غيبي خطواتي

واجمحي وخذيني

أيها الشهوة الملكية) (٣).

وبعد هذا الاستعلاء الزعامي الإبليسي تسمع هتاف المصفقين من الأتباع المخذولين، وترى مكاءهم التبجيلي على صفحات الملاحق الثقافية وفي المنتديات:

(مثلما تخبط الرياح الرياح … ادبروا، اقبلوا، أصاحوا، وصاحوا


(١) المصدر السابق ١/ ٢٣٣.
(٢) انظر إثبات ذلك وتوكيده في كلام كاظم جهاد في كتابه أدونيس منتحلًا: ص ١٢ - ١٣، ٢٢.
(٣) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٤٩٠ - ٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>