للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلما تكمن الأفاعي تخفّوا … وكما تحرق المحاطيب لاحوا

وكما يبرد النحاس ويحمي … أشهروا، أغمدوا، أغذوا، أراحوا) (١)

ومع أن فحيح الحداثة لا ينقطع في كتابات أدونيس إلّا أنه يمزجه بفحيح آخر مستجلب من الأصقاع الباطنية، بل إنه لا ينفك يردد مضامين باطنيته في كل فرصة تتاح له، ومن أمثلته قوله:

(وقال القرمطي:

الجسد صورة الغيب

وحمل الأرض في كتفي ناقة وأعلن

أنا الداعية والحجة) (٢).

ثم يعقب على هذا مباشرة بخطاب يوجهه للقرمطي يدعوه أن يستغويه!! ليتوافقا ويتناصرا، وصولًا إلى الإباحية:

(استغونا أيها السيد استدرجنا

قل لنا من كذب ومخرق

مَن البلية

من خدع الجسد بنواميسه؟

استغونا استدرجنا

نتوافق نتناصر

ننصب الدعوة

وندخل في تميمة الإباحة) (٣).


(١) كائنات الشوق الآخر لعبد اللَّه البردوني: ص ٢٣.
(٢) و (٣) المصدر السابق ٢/ ٥٦٤ - ٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>