للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مرثية قالها في "اخناتون" الرمز الفرعوني يحشد البياتي عبارات التبجيل والاحتفال.

ويسوق أخبار السحر وشعائره، والسحرة وأعمالهم، ويسهب في ذكر قدراتهم الخارقة وأفعالهم المبهرة - حسب ما يصوره له جهله وضلاله (١) على النمط الذي سبق شرحه في تأثرهم بالأساطير واهتمامهم بها.

وإن كان البياتي يؤمن بالطبيعة ربًا على وفق عقيدته الماركسية إلّا أنه يرى أن ساحرًا آشوريًا أحيا جسد ربته الطبيعة:

(وكان ضوء القمر الأحمر في آشور

يصبغ وجهي ويدي ويغمر الضريح

فدبت الحمرة في خدي ودب الدم في العروق

بكلمات سحره الأسود أحيا جسد الطبيعة الميت والجذور

وفجر السحاب والبروق

فأرعدت وأبرقت وأمطرت سماء ليل العالم الزهور) (٢).

ويقول عن عشتار التي طالما أعلن عن طاعته وعبوديته لها:

(حبي أغنية كتبتها ساحرة فوق معابد عشتار) (٣).

وينتسب إلى الإغريق وينتمي إليهم تعلمًا، وإلى السحرة والمنجمين والحلاج وحركته الزنج انتسابًا، من خلال مدحه أو رثائه -لا فرق- لأستاذه وقرينه في العقيدة "بابلو نيرودا" (٤) قدوة الحداثيين العرب، ومهبط مدائحهم وبكائياتهم!!.


(١) انظر: ديوان البياتي ٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩، ٢٧١، ٢٧٢، ٢٧٣، ٢٩٣، ٢٩٥، ٣١٣، ٣٢٤، ٣٣٧.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٢٧٣.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٢٩٤.
(٤) نيرودا - بابلو، شاعر ماركسي من شيلي، ولد عام ١٩٠٤ م، وتوفي عام ١٩٧٣ م، تقلب في أعمال سياسية رسمية في بلاده تحت لائحة الحزب الشيوعي، حصل على =

<<  <  ج: ص:  >  >>