للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول البياتي:

(قاتلت مع الإغريق في مجاهل الشرق

دفعت وأنا أمارس السحر أسيرًا

فتعلمت من الأنهار كيف حمل النار إلى زماننا هذا

وأصطاد لك الفراشة - الوعل - الغزال - القمر

المنجمون احتشدوا في مدن الطفولة

الحلاج كان بقميص الدم مصلوبًا

وكان قائد "الزنج" على الفرات ينهي لعبة الخليفة) (١).

أمَّا الكهانة والعرافة والتنجيم فإن لرواجها في سوق الحداثيين عدة أسباب من أهمها أن طلائع هذا الاتجاه كالسياب والبياتي حملوا على عواتق شعرهم هذه المضامين ورسخوها وسنّوها سنة سيئة عليهم وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وأنهم أرادوا تقليد الغربيين في عودتهم إلى الجذور الوثنية اليونانية والغيبيات الإغريقية.

وللبياتي مقطوعة بعنوان "الكاهنة" مترعة بالمعاني الخرافية وأهمها أنه جعل فكرته الحداثية بمثابة الكاهنة ولكنها تحت شفتيه، وقد صدق في هذا، إذ بين الحداثيين والكهان قواسم مشتركة عديدة منها الكفر باللَّه تعالى والكذب وخبث الطوية وسوء الفعال ونتن الخصال، يقول البياتي عن فكرته:

(وأنت تحت شفتي كاهنة تبوح بالأسرار) (٢).

ولا ينسى أن يذكر العرافة وأقوالها وأفعالها وهو المادي الذي لا يؤمن


= جائزة ستالين للسلام عام ١٩٥٠ م، وجائزة نوبل للآداب عام ١٩٧١ م، يردد الحداثيون العرب وخاصة اليساريون منهم اسمه، بهيام وتقديس. انظر: موسوعة السياسة ٦/ ٦٤٣.
(١) المصدر السابق ٢/ ٣٤٩.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>