للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبقى، فلا يزول ويبلى

أين مجد العربان بعد ازدهار

حط في قمة الجلال وحلا؟. . .

هكذا يمحي ظلام الليالي

ويضيء الصباح مهما تولى) (١).

وهو صاحب المصطلحات الحداثية المتداولة بعده، فالبحر هو الغرب وهو التقدم، والرمل هو الشرق المسلم المتخلف، والماضي التاريخي للمسلمين هو الرمال الضريرة، كما في قوله:

(. . . يا عجوز الدهر قصي، قصي حكايات أمسي

ما طوتها كف الرمال الضريرة:

ألف جيل يردُ في ألف جيل

ردة الموج في المياه الأسيرة) (٢).

(أبسط ما في الأمر أن يوسف الخال شاعر ملتزم شجاع يحمل بقلب مخلص هموم الأقلية، ويروث على مبادئ مئات الملايين أهل البر والبحر معًا، وليس هذا فحسب، بل سر موهبة هذا الطائفي ونبوغه أنه حجب شعراء الحداثة من شعراء مئات الملايين عن التزام ديني يتغنى به شعر عربي حداثي. . . إن شاعر الحداثة من أبناء مئات الملايين هو الذي يستحيي من الالتزام لقضية الدين والخال هنا مبشر ضائق بالدين الإسلامي وتاريخه سالفًا وحاضرًا) (٣).

ويقول الخال أيضًا: (وألف سنة وأنا أمضغ القات، لألف سنة وأنا


(١) الأعمال الشعرية ليوسف الخال: ص ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٢٩ - ٢٣٠.
(٣) القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز: ص ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>