مع أهل الكفر والجاهلية، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين، وانتهاك إلحادي جلي.
ومنها أنه يناقض عقائد أهل الإسلام بأطروحاته الماركسية، المادية العلمانية، ويصادم أساسيات التقدم والنهوض بإلغائه شخصيات الإسلام العظيمة، واعتبار أنها لا قيمة لها في ميزان النهضة والنماء!! في خلط متعمد بين الحقائق والأوهام، والطهارة والقذارة، وجمع ظالم بين النور والظلام، والهدى والضلال.
وهي لغة التزوير العلمانية المعروفة، والخطابية الإلحادية المشهورة.
فهو يسقط رموز الخير والفضل والعطاء والنور والنماء، وينفي أن يكون لها أي تأثير في ميدان الفاعلية الإيجابية مع أن العكس هو الصحيح، وشواهد التاريخ ووقائع الأيام، وحديث الحضارات تشهد بذلك، ويشهد به المنصفون من غير أهل هذا الدين.
وهو يعلي رموز الشر والباطل والجاهلية والهبوط، ويجعلها من موجبات النهضة والعلو، مع أن العكس هو الصحيح، وشواهد الواقع المعاصر تشهد بأن الإنسان منذ أن ترك الدين وارتقى في براثن المادية الجاهلية لم يزدد إلّا نكوصًا وتعاسة وبلاءً، وأكبر شاهد على ذلك ما حصل في الاتحاد السوفيتي من انهيار تام للنظام الاعتقادي والسياسي والاقتصادي، الذي راهن التزيني وغيره على أنه هو المنقذ للبشرية!! فإذا بأبنائه الذين تربوا على مبادئه وتشربوا عقائده أول من يسعى في هدمه وإزاحة كابوس ظلمه وظلامه عن الناس.
غير أن هذا الطرح الذي ذكره التزيني كأساس من أسس العلمانية والحداثة ليس طرحًا خاصًا به أو مقتصرًا عليه، بل هو عام عند جميع الحداثيين، ولكل واحد منهم حظه -قل أو كثر- من هذا الأساس التصوري الذي ينطلقون منه (فهذه الفوضى كانت نزوة أناس مقطوعي الجذور، فتنهم نموذج غربي معين. . .)(١)، كما قال أحد نقاد الحداثة، والذي أضاف بعد