للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان يعامل المرتدون السابقون) (١)، بل أضحى -في ظل الدولة العلمانية- كل مارق معارض للدين محل الصدارة والحماية والتمكين، وكل مدافع عنه، داع إليه، مجاهد في سبيله محل القتل والتشريد والإيذاء والتشريد، واللَّه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وإذا كان أهل الحداثة والعلمنة ينظرون إلى الدين الإسلامي نظرة الغربيين إلى الدين النصراني، فإنهم -حتمًا- سيصبحون، وقد أصبحوا بالفعل، يقاومونه ويناقضونه ويردونه على اعتبارات عديدة من أهمها أنهم ينظرون إليه -حسب نظراتهم الإلحادية- أنه دين أساطير، وهذا ما دعى أحد منظريهم إلى التصريح بأن (عنوان الحداثة العلمانية في يومنا هذا هتك أساطير البداية) (٢).

وعلى ذلك فإنهم لا يستحيون من الانتماء الكفري أيًا كان لونه أو عنوانه، فما أكثر الذين ينادون اليوم بالعلمانية، أو ينتسبون للماركسية أو ينتمون إلى الوجودية، أو يجاهرون بالانضمام إلى أي فكرة أو مذهب أو مجموعة كفرية.

حتى لقد بلغ بأحد رواد الحداثة الفكرية أن اعترف صراحة بأنه مؤمن!! ولكنه إيمانه يكفره أي يؤدي به إلى الكفر، وقائل ذلك هو حسن حنفي الذي يجيب على مناقشة أحدهم حين وصفه بأنه مؤمن، وأنه يخشى عليه من الاتصاف بوصف الإيمان!! أجاب حسن حنفي (أنت تعني الإيمان السلفي التاريخي المتوارث عبر التاريخ، وهو الشيء الذي تخافه علي، لذلك فإن إيماني يكفرني، كما أنه يكفرك أيضًا) (٣).

وقال أيضًا: (نحن منذ فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن نحاول أن نخرج من الإيمان السلفي) (٤).


(١) في مسيرة الحياة لأبي الحسن الندوي: ص ٢٦٩ - ٢٧٠.
(٢) الإسلام والحداثة: ص ٢٧١ والقول لعزيز العظمة.
(٣) الإسلام والحداثة: ص ٢١٧.
(٤) المصدر السابق: ص ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>