للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأكلت الشمس في أرض علي

وخبزت المئذنة

ورأيت البحر يأتي في ضباب المدخنة) (١).

جلّ اللَّه وتقدس وتنزه وتعالى عما يقول الباطني الملحد، الذي يرى الإيمان والدين والصلاة تخلفًا، ويزعم أنها لا بد أن تنمحي بسبب وجوده الطاغوتي الحداثي، أو أنه سوف يحيل المئذنة إلى خبز ينتهي بالأكل، ويأتي بالبحر رمز الغرب والمتوسطية والفينيقية، يأتي به لتكون مداخن مصانعه بديلًا عن المآذن، هكذا سولت له نفسه، وسولت له عقيدته ومذهبه الشائن، كما سولت للكفار من قبل {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٢).

وفي كلمات أخرى يجعل المئذنة خمرًا والأذان نشوة سكر فيقول:

(هل تتمايل الفضة سكرًا بالمئذنة

وهل يترنم الذهب انتشاءً بالأذان؟

في امتداد برقش التعاشيب

يتنسم ترابًا يتنسم اللَّه) (٣).

وفي موضع آخر يجعل المآذن مجرد مستودعات صوتية فيقول على لسان المجانين أشباهه حيث يقول المجنون الأول سائلًا:

(والمآذن

المجنون الثالث: "مقاطعًا" هي للصوت مخازن) (٤).


(١) المصدر السابق ٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣.
(٢) الآية ٢١ من سورة يوسف.
(٣) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٤٠١.
(٤) المصدر السابق ١/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>