للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعرف هذه المقابر الأليفة

هذه المشانق التي تتدلى بعدد الأيام) (١).

ويُمكن هنا مقارنة أقواله هنا بما قاله عن البحر "الغرب" ومدنه، والفكرة المتوسطية، وعلاقة سوريا الكبرى بأوروبا، مما سبق ذكره وشرحه في الباب الأول عند الكلام عن التأثر بالديانات المحرفة.

أمَّا المدينة النبوية الشريفة المنورة فإنه يخصها بمقطوعة عنوانها "مدينة الأنصار" يصفها بالتخلف والاضطهاد والقسوة، وأنها ترد "مهيار"

وترجمة بالحجار، ومهيار يقصد به نفسه، وفكرته الحداثية، وفئته جنود المسيح الدجال الذين حرم اللَّه عليهم دخول مكة والمدينة، يقول أدونيس:

(لاقيه يا مدينة الأنصار

بالشوك، أو لاقيه بالحجار

وعلقي يديه

قوسًا يمر القبر

من تحتها، وتوجي صدغيه

بالوشم أو بالجمر

وليحترق مهيار) (٢).

أحرق اللَّه مهيار وأتباعه وجعل سعيهم في تباب، وكيدهم في ذهاب.

أمَّا محمود درويش "شاعر الأرض المحتلة" كما يحلو لهم أن يصفوه،


(١) الأعمال الشعرية ٢/ ٥٦٠، وفي موضع آخر ٢/ ٤١٨، يتهكم بمراكش ودمشق والقاهرة وبغداد والقدس وفاس.
(٢) المصدر السابق ١/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>