لا أقر من بالدين، ولست مؤمنًا، إني إنسان قبل أن أكون مسلمًا أو عربيًا أو فلسطينيًا) (١).
وقبل هذا شرح أصل نظرته العلمانية في الموقف من الحقيقة قائلًا:(الموقف العلماني يقول بالحقيقة الصغيرة المحلية القائمة على التحليل والحجة والفعل والبرهان، ولا ينبثق من حقيقة شاملة كلية تنبثق من نص مقدس ومن كلمة إلهية. . .)(٢).
هنا يُمكن ملاحظة أن نفي الحقيقة عن الإسلام والوحي هو المعتمد الأصلي والمقصد الحقيقي، في مقابل إثبات الحقيقة القائمة -حسب دعواهم- على التحليل والحجة والعقل والبرهان، لمن هذه كلها؟ إنها للعلمانية اللادينية!! والتي هي أبعد في حقيقتها وواقعها وممارستها عن هذه الأوصاف التي أُغدقت عليها، إغداق الجاهلى أوصاف حبه وعشقه ورجائه على الوثن المعبود من دون اللَّه!!.
بيد أنه ينبغي الالتفات إلى أن بعضهم يتطرف فينفي أي يقين وأي حقيقة، وبعضهم يخص بنفيه ما يتعلق بالدين، بل يخص دين الإسلام من بين الأديان، وكلا المسارين يصبان في مقصد واحد هو إسقاط وتهديم الدين جملة وتفصيلًا.
وممن سلك المسلك الأول جابر عصفور، الذي يتحدث عن الإسلام والحداثة، ملغيًا الإسلام وساعيًا في تهديم أصوله ومبانيه من خلال الأغاليط والأكاذيب والجهالات المتراكمة لديه، في نبرة خطابية، وصيغة تدميرية، وحقد أعمى، وساعيًا في الوقت ذاته إلى إقامة صروح الرماد الحداثي، وترسية أعمدة الأوهام العلمانية، وتعميق أركان السراب المادي الإلحادي، وبعد أن ساق جملة من المقارنات الخاسرة تحدث عن الحداثة بأنها تنظر إلى الإنسان باعتباره إلهًا (إنه الفاعل الذي يحرك زمنه بتمرده، وبما يمارسه من حريته التي تجعل منه صانع تاريخه في زمان يتقدم ولا ينكص، يتطور