للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال -جَلَّ ذِكرُهُ-: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (١).

وجاء في بعض الآثار عن السلف: "رأس النفاق الذي ينبني عليه النفاق الكذب" (٢).

(زرع النفاق ينبت على ساقيتين، ساقية الكذب، وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين، عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع، استحكم نبات النفاق وبنيانه، ولكنه بمدارج السيول على شفا جرف هار فإذا شاهدوا سبل الحقائق يوم تبلى السرائر، وكشف المستور، وبعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، تبين حينئذ لمن كانت بضاعته النفاق، أن حواصله التي حصلها كانت كالسراب {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}) (٣) (٤).

نعم ليسوا سواء في دركات الحداثة والعلمانية، فبعضهم يتوارى خلف العبارات والمبهمات من المعاني، وبعضهم يصرح ويرسل نتن فكره على الناس ويكشف سوأته للناظرين، ومن ذلك انتقاد العلماني الملحد عادل ظاهر للعلماني المتواري حسن حنفي حيث قال: (لدي ملاحظة حول محاضرة الدكتور حسن حنفي وتعليقان، والملاحظة تتعلق بقوله: إن العلماني يفترض بأن النص الديني مطلق أو ما أشبه بذلك، الواقع إنني أعجب كل العجب من هذا الكلام، كيف يُمكن للعلماني أن يقول مثل هذا الكلام، إذ ليس هناك من شيء مطلق عند العلماني إطلاقًا، إن السمة الأساسية للعلماني -إن كنت هناك سمة أساسية له- هى نفيه لإمكان أن يكون أي شيء "مطلقًا") (٥).


(١) الآية ٤٢ من سورة التوبة.
(٢) صفة النفاق للفريابي عن الحسن البصري: ص ٢٢.
(٣) الآية ٣٩ من سورة النور.
(٤) صفات المنافقين: ص ٣٧.
(٥) الإسلام والحداثة: ص ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>