للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعل عادل ظاهر لم يدرك المرمى الذي رمى إليه حسن حنفي من إطلاق هذه العبارات الإبهامية، أو أنه أدرك ولم يرد أن يكون صاحبه بهذا المستوى من التواري والاجتنان!!.

وقد أجاب حسن حنفي على اعتراض صنوه عادل ظاهر بقوله: (عندما قلت بأن العلمانيين يتصورون بأن النص مطلق "المراد نص القرآن والسنة" كان في ذهني أن نقد العلمانيين لما يقوله السلفيون بأن النص مطلق هو نقد صحيح، وبالفعل فإن النص -كما حاولت أن أبين- هو متداخل في الزمان والمكان وفي المجتمع ومع الأشخاص، وهذا مجرد إسراع في التعبير، أما في ما يتعلق بخطورة ذلك على الإيمان، فنحن قد ورثنا إيمان المسلم عبر التاريخ. . . فأنت تعني الإيمان السلفي التأريخي والمتوارث عبر التاريخ، وهو الشيء الذي تخافه عليّ، لذلك فإن إيماني يكفرني، كما أنه يكفرك أيضًا) (١).

قال اللَّه تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤)} (٢).

وما زلنا في ميدان نفيهم لليقين والحقيقة الذي يعتبرونه من أهم منجزاتهم، كما يقول المتفرنس أركون (من منجزات الحداثة العقلية ألا وهو نسبية الحقيقة، ونسبية الحقيقة تتعارض جذريًا مع مطلق الحقيقة أو الاعتقاد بوجود الحقيقة المطلقة كما ساد سابقًا في كل الأوساط الدينية) (٣).

وفي هذا القول وأشباهه تداخل قوي مع المذهب السوفسطائي فهم ينفون وجود حقيقة مطلقة، وهذا نفي مطلق وحقيقة مطلقة لديهم ويقين ثابت عندهم!!.

لكنهم في عماية حقدهم على الإسلام المستهدف بنفيهم لليقين


(١) المصدر السابق: ص ٢١٧.
(٢) الآية ١٤ من سورة البقرة.
(٣) الإسلام والحداثة: ص ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>