للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقول: (وفي هذه المقطوعة يسمي اللَّه والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظًا رتبتها الأجيال الغابرة، وهي قائمة بقوة الاستمرار، لا بقوة الحقيقة، شأن الزواج الذي هو "عبودية الإنسان لقوة الاستمرار" والتمسك بهذه التقاليد موت، والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور، لكي يدفن أولًا هذه التقاليد، كمقدمة ضرورية لتحرره) (١).

ثم يذكر بعد ذلك أمثلة للتحرر ويستشهد بإباحية جبران الذي عده (من رواد الثورة الجنسية المعاصرة) (٢) والذي ينادي بترك العلاقة بين الرجال والنساء حرة، ويطلق الجنس بينهما بإباحية مطلقة، ويقف ضد الزواج، وينادي بتحرير المرأة وأن تسلك ما تريد بمقتضى قلبها وحبها، ويسمي رجم الزانية شريعة عمياء (٣).

وعند هذا السياق يجب أن نشير إلى جبران الممتطى من قبل أدونيس في هذه القضية وغيرها، إشارات توضح لنا مقدار كاهن الحداثة القديم، فقد كان نصرانيًا حتى آخر لحظة من حياته (فقبل أن يلفظ جبران أنفاسه الأخيرة، تقبل الأسرار الإلهية، وقد نشرت صورة الكاهن الذي تولى هذا الأمر، واسمه الخور أسقف فرنسيس واكيم؛ راعي كنيسة القديس يوسف المارونية في نيويورك) (٤).

ومع ذلك فقد تبناه أحد كبار اليهود، ونسبه إلى اليهودية روحيًا، أي أنه قام بالدور المطلوب والمرغوب يهوديًا ولذلك (حسبه الأستاذ فرانكل رئيس الطائفة اليهودية في مدينة ديترويت ميتشغان في المحاضرة التي ألقاها حول تحليل كتاب "النبي" في ٢٨ من كانون الأول ١٩٢٤ م إنه ليس يهوديًا بطائفته ولكنه يهودي بروحه) (٥).


(١) المصدر السابق ٣/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٢) المصدر السابق ٣/ ١٨٨.
(٣) انظر: المصدر السابق ٣/ ١٨٨ - ١٨٩. وانظر: أسئلة الشعر: ص ١٣٩ - ١٤٠.
(٤) أحاديث عن جبران لرياض حنين، والكلام المنقول لجبران تويني: ص ٣٢.
(٥) المصدر السابق: ص ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>