للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماني" التي سكت ويسكت عنها جميع العلمانيين، بل ويؤيدها أكثرهم تحت حجة مقاومة الإرهاب، والتطرف الديني، وليس لهم من مراد إلَّا إبعاد الإسلام عن الحياة بالإعلام أو بالسياسة أو بالتعليم أو بالسجن والقتل والتدمير، وفي مؤتمر "شرم الشيخ" الذي عقد في شوال من عام ١٤١٦ هـ أوضح دليل على الخطو المتسارع الذي يسعى فيه هؤلاء لحرب الدين والأمة، تحت شعار مكافحة الإرهاب.

وإنني وأنا أكتب هذا الفصل وأسمع هذه الأنباء المتتالية لأعجب من عدم اكتفاء الأنظمة العلمانية المفروضة بما فعلوه من سجن وطرد وتشريد وتنكيل وإيذاء أولياء اللَّه من علماء الإسلام ودعاته، حتى استعانوا باليهود والنصارى ليكون بعضهم لبعض ظهيرًا في حرب دين الإسلام وأهله.

{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨)} (١).

وبعد مهاجمة نصر حامد أبو زيد للخطاب الديني المعاصر الذي يرى أنه مناهض لإنجازات النهضة والتنوير -حسب عقيدته الجاهلية- ويرى أنه (خطاب ديني غاشم يسعى إلى إطفاء كل المصابيح الإنسانية) (٢).

ثم يطالب بأن (يرفع غطاء القداسة عن الخطاب الديني القديم والحديث على السواء) (٣) من خلال دراسة النصوص الدينية لا على أنها مطلقة وقاطعة، بل على أنها تاريخية ضمن إطار ما يسميه: "الوعي التاريخي العلمي للنصوص الدينية" والذي يفسره بقوله: (إن ما نعنيه بالوعي التاريخي العلمي للنصوص الدينية يتجاوز أطروحات الفكر الديني قديمًا وحديثًا، ويعتمد على إنجازات العلوم اللغوية خاصة مجال دراسة النصوص، وإذا كان الفكر الديني يجعل قائل النصوص -اللَّه- محور اهتمامه ونقطة انطلاقه فإننا


(١) الآية ٨ من سورة الصف.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٣٨٨.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>