للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا عزيز العظمة الذي لا يخفى إلحاده، ولا يتوارى بعداوته للإسلام، فإنه قد أكثر من الانتصار للعلمانية الإلحادية خاصة، على طريقة عادل ظاهر، وقد سجل معظم آرائه في كتابه المسمى "العلمانية من منظور مختلف" (١) الذي بسط فيه ما يظنه هدمًا للدين والملة، ونقضًا للحكم والشريعة، ووضع الأسس التي يكون بها ترسيخ العلمانية في الواقع، وعلى كل حال فالكتاب في مجمله وتفصيله يحتوي على الرفض الصريح للإسلام، والرد الواضح لحكمه جملة وتفصيلًا، والسعي لهدم أصول التشريع الإسلامي، ونماذج الحكم الإسلامي ابتداءً بقرون الهجرة الأولى، وفيه محاولات فلسفية مفككة وانتصارات علمانية خطابية، وادعاءات حداثية جوفاء كل ذلك في سبيل نصر اللادينية (٢).

ولعزيز العظمة مقالات منشورة في مجلات الحداثة، ومشاركات في ندواتهم، منها ندوة الإسلام والحداثة التي كرر فيها مقولاته الهدامة، حيث تعرض لأصول الفقه واعتبره مجرد أداة لتسويغ الأحكام الشرعية (٣)، وتحدث عن الإجماع على أنه ممارسة سلطانية تسلطية (٤)، وتحدث عن الحج واعتبر شعائره مجرد طقوس جاهلية وأساطير مأخوذة من الجاهلية (٥)، ثم عقب بعد كل ذلك بتقرير أن أحكام الكفر والردة لا قيمة لها في هذا العصر؛ لأنها أصبحت ممجوجة (٦) إلى آخر ما سرده من أقاويل علمانية، حداثية، تدل غاية الدلالة على أن القوم قد تظافروا على رفض أحكام الإسلام.

وهو في هذا كله يحاول تقوية أصول العلمانية وبث الحياة في أعجاز نخلها المنقعر، وتشييد بنيانها بلبنات الرماد الكفري الممزوج بسراب الإلحاد والمادية.


(١) و (٢) العلمانية من منظور مختلف لعزيز العظمة إصدار مركز دراسات الوحدة العربية ويقع في ٣٧٨ صفحة.
(٣) انظر: الإسلام والحداثة: ص ٢٦٥.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ٢٦٢.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٢٦٦.
(٦) انظر: المصدر السابق: ص ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>