للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنعكس وتثبت فيه الخصال الأخلاقية للواقع الاجتماعي. . .، ويتحدد طابع الأخلاقية بفعل النظام الاقتصادي والاجتماعي، ويعكس مستواها المصالح الطبقية. . .) (١).

وعندما ذكرت آنفًا الجذر الدارويني لهذه النظرة المادية الاقتصادية الحيوانية، فإن ذلك لم يكن لمجرد استنتاج من فحوى هذا المذهب، وإن كان الاستنتاج يدل على هذا المقصد بجلاء، بل إن فردريك إنجلز ينص على هذه المرجعية في تلخيص بليد يدل على عته فكري، ويدل على إيمانٍ بغيبٍ مّا، وإن كان هذا الغيب خرافة.

يقول إنجلز: (منذ مئات عدة من ألوف السنين كان يعيش في مكان ما من الدائرة الاستوائية عرق من القردة الشبيهة بالبشر بلغت تطورًا رفيعًا بوجه خاص، وقد أعطانا داروين وصفًا تقريبًا لهذه القردة التي قد تكون أسلافنا. . . وقد أخذت هذه القردة -متأثرة بالدرجة الأولى دون شك بنمط- معيشتها الذي يتطلب أن تنجز الأيدي من أجل التسلق غير وظائف الأرجل، أخذت تفقد عادة الاستعانة بأيديها من أجل السير على الأرض واتخذت أكثر فأكثر مشية عمودية، وهكذا ثم اجتياز الخطوة الحاسمة لانتقال القرد إلى إنسان -وبعد كلام طويل يضيف قائلًا- ينسى الناس أن الظروف الاقتصادية لحياتهم هي منشأ الحقوق التي لديهم مثلما أنهم نسوا أنهم قد نسلوا من عالم الحيوان) (٢).

ثانيهما: أن الأخلاق وجميع أصولها وأسسها ليست قيمًا ثابتة بل هي نسبية متحولة فلا ثبات لها ولا قدسية، وهذه القضية مبنية على جحدهم أن الإنسان مخلوق للَّه تعالى من عدم، ومبنية على أن التطور أمر حتمي لازم لا فكاك منه مطلقًا، وهذا مأخوذ عن الداروينية.

قال علماء السوفييت في موسوعتهم الفلسفية: (ليست القواعد


(١) الموسوعة الفلسفية: ص ١٤.
(٢) نصوص مختارة من إنجلز: ص ١٦٠ - ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>