للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الروح اليهودية في التصرفات والمواقف والعلاقات، روح العلو والفساد، كما أخبر سبحانه وتعالى في قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤)} (١)، وقوله جلّ شأنه في شأنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (٢) يجد أخلاقيات السياسة الظالمة المستعلية، المجاهرة بظلمها وعلوها وفسادها، ويجد أنه ليست لديهم مشاركة وجدانية لغيرهم في سعادة أو ألم؛ لأنهم أنانيون مفرطون في أنانياتهم، نفعيون يسعون فيما فيه سعادة أنفسهم، وتحقيق مصلحتهم، ولو كان ذلك على جثث الأبرياء أو من خلال الخوض في وحول دمائهم أو في غابات أشلائهم!!.

جـ - مذهب العاطفة في الأخلاق، ويمجد أصحاب هذا المذهب العاطفة على صورتها الحيوية أو على صورة التعاطف والمحبة، ويجعلون أساس الأخلاق ما تستحسنه أو تميل إليه (٣).

د - مذهب الإرادة الأخلاقية، ومخترعه "نيتشه" ويصف القائلون به الخير بأنه كل ما يعلي في الإنسان شعوره بالقوة وإرادة القوة، والشر بأنه كل ما يصدر عن ضعف، وقد كان هذا المذهب سابقًا على فرويد، ولذلك لم يخف فرويد إعجابه بنيتشه رغم عداء نيتشه لليهود، وذلك لما في كتب نيتشه وفلسفته من نقد للدين والقيم والتقاليد والأخلاق، بل وما فيها من هدم وزعزعة لهذه القضايا (٤).

وعلى فلسفة نيتشه هذه قامت النازية في ألمانيا وفعلت بالعالم ما فعلت، وهي تطبيق أخلاقي عسكري وسياسي لفلسفة إرادة القوة (٥).


(١) الآية ٤ من سورة الإسراء.
(٢) الآية ٦٤ من سورة المائدة.
(٣) انظر: المعجم الفلسفي لعبد المنعم الحفني: ص ٣١ ومن أصحاب هذا المذهب آدم شميث وشوبنهاور.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ٣١، ٤٨٩ - ٤٩٠.
(٥) انظر: الموسوعة السياسة ٦/ ٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>