للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتاب "نهاية عمالقة في حضارة الغرب" إشارات عديدة لحياة ماركس الهابطة، ومن ذلك ما كتبته الأستاذة الجامعية "فرانسواز ليفي" تحت عنوان "كارل ماركس تاريخ برجوازي ألماني" ففي هذا الكتاب ص ٣٥٧ اتهام له بالتجسس وعلاقته المشبوهة بالكولونيل "بانجيا" الذي يعمل لحساب الحكومة الروسية، وفي ص ١٧٦ أنه كان يعيش في حي الباغيات "سوهو" في لندن سنة ١٢٦٧ هـ/ ١٨٥٠ م، وثبت في سلوكه الاختلاس وسرقة أموال الفقراء، وتزوج البارونة جيني المنتسبة إلى أعرق العائلات البروسية والتي أنجبت منه العديد من الأطفال، وكان يعايشها في منزلها الخادمة هيلين التي أنجبت من ماركس عن طريق السفاح، وقد قالت زوجة ماركس: "لو أنه خير لي أن أعيش مرة أخرى لما تزوجت"، أمَّا "اليانور" و"لورا" بنتا ماركس فقد انتحرتا، وإحداهما اختارت لذلك مع زوجها عيد رأس السنة (١).

وأمَّا نيتشه فقد عاش مجنونًا ومات في مصحة عقلية (٢).

وأمَّا فرويد فقد مات مصابًا بالعصاب، وكان مدمن مخدرات، حيث كان جميع أصدقائه يعرفون أنه كان يتعاطى الكوكايين لمحاربة الخجل واكتساب الشجاعة والثقة، بل كان ينصح مرضاه بتعاطيه وزعم أنه دواء له مفعول سحري، ولما أدمن بعض مرضاه عليه وهوجم بسبب ذلك سنة ١٣٠٤ هـ/ ١٨٨٧ م قال بأن الكوكايين والخمر والمورفين ليست في ذاتها سببًا للإدمان، وإنّما المدمن شخص ضعيف الإرادة مؤهل للتعود والإدمان.

وكان فرويد كثير التطير والتشاؤم وخاصة من اليوم ١٧ في الشهر، وسيطرت عليه فكرة أنه سيموت في عمر ٦٢ سنة وبالتحديد سنة ١٣٣٦ هـ/ ١٩١٨ م وحينما مر عليه العام دون أن يموت قال بأنه لم يعد يثق في الخوارق ولا يؤمن بها.

يُمكن هنا ملاحظة الموضوعية وعمق الاستدلال!!!.


(١) انظر: العقلانية هداية أم غواية: ص ٢٣، ونهاية عمالقة في حضارة الغرب لرشدي فكار: ص ٦٥ - ٧١.
(٢) انظر: ص ١٢١ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>