للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان فرويد ملتزمًا في زواجه بيهوديته بل كان يرى أنه كان يقوم في جمعية التحليل النفسي بدور موسى التحليل النفسي وليس موسى التوراة، وكان يخاطب أحد زملائه قائلًا: "إذا كنت أنا موسى فأنت المسيح لاستعادة أرض الميعاد"، ومن سيرته أنه فكر بالانتحار مرات، وكان مدمن تدخين وكان يقول: "لا حياة بدون تدخين"، وأخبر عنه ارنست جونس أقرب المقربين إليه أن كل أنواع المعاناة والعوارض التي كانت في حياته آتية من "الذهانية العصابية التي كان يعاني منها فرويد"، وبعد سرطان الذقن الذي أصابه، وانبعثت منه الروائح الكريهة قال لطبيبه: "والآن كل شيء يعني الآلام المتصلة، ولم يعد للحياة أي معنى يستحق الذكر" وطلب منه أن يضع حدًا لآلامه بمضاعفة جرعة المورفين حتى يموت، وبالفعل حقنه الطبيب بجرعات كبيرة قاتله حتى هلك، وأحرق بناء على وصيته ووضع رماده في مزهرية قديمة، وهكذا أعلن عابد الحياة المنبهر بها أنه لم يعد لها أي قيمة، وانهارت أمام ناظره معبودته الدنيا التي كان يعتبرها الأولى والأخيرة (١).

وسارتر قال على فراش الموت: ائتوني بقس، وقال: لقد قادتني فلسفتي إلى الهزيمة (٢).

ولوي ألتوسير الفيلسوف البنيوي الماركسي الفرنسي، شارح كتب ماركس، وصاحب المنهج التجديدي في الماركسية والذي وصفه رئيس فرنسا بأنه "عقل فرنسا" ذبح زوجته ونقل للمصحات العقلية، وبقي فيها حتى توفي سنة ١٤١٠ هـ/ ١٩٩٠ م (٣).

والقاص الأمريكي أرنست همنغواي صاحب الرواية الشهيوة الشيخ والبحر، انتحر سنة ١٣٨٠ هـ/ ١٩٦١ م (٤).


(١) انظر: نهاية عمالقة: ص ١٠٤ - ١١٨، والعقلانية هداية أم غواية؟: ص ٢١.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ٢٤.
(٣) انظر: الموسوعة السياسية ١/ ٢٦٠، ومعجم الفلاسفة: ص ٧٩ - ٨١، والعقلانية هداية أم غواية: ص ٢٣، ومجلة الناقد ٩/ ١٧.
(٤) انظر: العلمانية لسفر الحوالي: ص ٤٨٣. وممن انتحر من العرب رجاء عليش الذي أطلق على نفسه الرصاص. انظر: مجلة الناقد ١/ ٧١، وكذلك خليل حاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>