للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجولة كما يفهمها مجتمع الرجال لدينا، هي القائمة على الكسر، والقمع وإلغاء إرادة الأنثى. . . فمن النظام الأبوي إلى النظام الزوجي، تنتقل المرأة من معتقل إلى معتقل. . . من رجل مباحث إلى رجل مباحث) (١).

أي أن التحرر الذي يريده للمرأة أن تنتقل من يد داعر إلى يد داعر آخر، ومن سرير زانٍ إلى سرير زان آخر.

والناظر في شعر هذا الداعر يجد فيه أوضح شاهد على مراده من تحرير المرأة، بل هو يعترف بأن ما كتبه من شعر جنسي وأوصاف جسدية، وعبارات شهوانية، لم يأت من خيال تأليفي بل من واقع عملي (بالنسبة لي لا انفصام بين التجربة والتعبير عنها بين الفم والصوت، كل تفاصيل حياتي اليومية معجونة بالشعر) (٢).

(ما كتبته عن المرأة لم يكن اختراعًا أو تأليفًا. . . وإنّما هو معاناة "ميدانية" حسب الاصطلاح العسكري) (٣).

قال أحد الكتاب عن نزار وموقفه من المرأة بعد أن أورد قوله:

(اجلسي خمس دقائق. . .

لا يريد الشعر كي يثقب الورق العاري

سوى خمس دقائق

فاعشقيني لدقائق

واختفي عن ناظري بعد دقائق) (٤):

(المرأة إذن لاستدرار اللذة، كما هي أداة لاستدرار القصيدة مجرد عود كبريت يشتعل فيشعل الحرائق. . . أي أن المرأة عنده إثارة أو استثارة، ولها


(١) المرأة في شعري وفي حياتي: ص ٢٥.
(٢) أسئلة الشعر: ص ١٩١.
(٣) المرأة في شعري وفي حياتي: ص ٢٧.
(٤) فتافيت شاعر: ص ١٣٣ - ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>