للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حداثة شعرية متماهية مع حداثة النموذج) (١).

وهم في مشروعهم هذا ينطلقون من عداوة عقائدية للإسلام والتراث، ومن منطلقات طائفية، فأكثرهم من نصارى لبنان الذين يرون حتى مجرد الدعوة إلى القومية العربية، على مخالفتها للإسلام، يرونها مرادفة للإسلام، ومحاربة للنصرانية، ولذلك ركزوا على الانفصال عن التراث والعربية، والانتماء إلى الغرب إلى البحر إلى الحضارة المتوسطية كما يقولون (٢).

وما استخدامهم للأسطورة وشعوبيتهم القاحلة وعداوتهم الصريحة للدين إلَّا بعض الأدلة على هذا الانتماء والارتماء.

ولكن هل هذا وحده هو الذي حفزهم للانتماء للغرب أم أن هناك أشياء أخرى؟.

يجيب على هذا السؤال مؤلف كتاب "بحثًا عن الحداثة" فيقول: (. . . بعد حركة التغاير المتواصلة منذ أوائل القرن،. . . أضيف عناصر احتدام جديدة ببروز الدور الأمريكي في المنطقة بعد العام ١٩٥٣ م على الصعيد الثقافي، فقد قامت في مصر مؤسسة فرنكلين للطباعة والنشر، وبدأت بمدفوعاتها السخية باستقطاب أعمدة الثقافة العربية آنذاك من كل الاتجاهات (٣). . . إن التدخل الأمريكي كان يحمل طابع توجيه حركة التغاير العربية إلى أفق محدد، وسنرى كيف لعبت مجلة "شعر" دورًا في سياق هذا التوجيه وبأية لغة، وكيف وفرت لها اتجاهات من خارجها مستندًا أوليًا لتحاول شق طريق إلى مستقبل خاص للشعر العربي) (٤).

وما هو نبأ مؤسسة فرنكلين التي أشار إليها الكاتب والتي ذكر أنها استقطبت أعمدة الثقافة العربية من كل الاتجاهات؟.


(١) المصدر السابق: ص ٢٣.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ٢٦ - ٢٧، ١٢٨.
(٣) هذا يدل على أن الاستقطاب الأمريكي لم يكن لممجموعة شعر بل لكل الاتجاهات الحداثية.
(٤) بحثًا عن الحداثة: ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>