للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشأت المخابرات الأمريكية " C.I.A" منظمة ظاهرها الثقافة وباطنها تجنيد العملاء من الكتاب والمثقفين، وتسمى هذه المنظمة "المنظمة العالمية لحرية الثقافة"، وقد بقيت هذه المنظمة تعمل أعمالها السرية من خلال كتاب وشعراء ونقاد الحداثة حتى انكشفت علاقتها بالمخابرات المركزية الأمريكية، حين نشرت النيويورك تايمز في التحقيقات التي قام بها كارل برنشتين والذي بين أن هذه المنظمة ومجلاتها التي تصدرها بمختلف اللغات، ومنها العربية، ليست سوى أحد أقنعة المخابرات الأمريكية، وقد نوقشت هذه القضية في الكونغرس الأمريكي عام ١٣٨٤ هـ/ ١٩٦٥ م (١).

ومن المجلات والمؤسسات والنشاطات الثقافية التابعة لهذه المنظمة:

١ - مجلة "حوار" التي كانت تصدر في بيروت وكان رئيس تحريرها توفيق صايغ.

ولما انكشفت علاقة المنظمة العالمية لحرية الثقافة بالمخابرات الأمريكية كابر توفيق صائغ ونافح، ولكنه اضطر للاعتراف بذلك عندم! نشر "ستيفن سبندر" الشاعر الانكليزي ورئيس تحرير مجلة "انكاونتر" التابعة للمنظمة العالمية لحرية الثقافة اعترافه، بأنه خدع من قبل المخابرات المركزية الأمريكية (٢)، وقد وجد اليسار العربي في مصر والعراق الفرصة سانحة لشن الهجوم على التيار الذي كانوا يعتبرونه عميلًا للإمبريالية يوم كان لليسار صولة وجولة، وكان في الوقت ذاته يخضع بعمالة مشابهة للكتلة الشيوعية.

وسوف أنقل هنا قول أحد الراصدين لهذه القضية التي تصدى لها من منطلق الدفاع عن توفيق صايغ، يقول: (واجه توفيق صايغ أزمة "حوار" الأولى حين منع العدد "٥" تموز - أب، يوليو أغسطس ١٩٦٣ م من دخول العراق في ٢٥/ ٧/ ١٩٦٣ م بعث توفيق برسالة إلى وزير الإرشاد في


(١) المصدر السابق: ص ٤٢، ٥٩.
(٢) انظر: أفق الحداثة وحداثة النمط: ص ٥٥، ٧٦، وتوفيق صايغ مسيرة شاعر ومنتقى: ص: ١٤٦ - ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>