الجمهورية العراقية يسأله فيها عن سبب منع "حوار" ومصادرتها "ولما لم يتلق ردًا بعث برسالة أخرى في أب - أغسطس ١٩٦٣ م، وقبل ذلك كانت صحف بيروت والقاهرة قد بدأت حملتها على "حوار" في أيلول - سبتمبر ١٩٦٢ م بدأت مجلة "الصياد" البيروتية بمهاجمة "حوار" لارتباطها بالمنظمة العالمية لحرية الثقافة في باريس، وحتى قبل صدور "حوار" ثم تكثفت الحملة الهجومية على "حوار" في القاهرة، ثم انتقلت مجددًا إلى بيروت في أواخر ١٩٦٣ م.
المنظّر الأساسي لهذه الحملة كان رجاء النقاش على صفحات "أخبار اليوم" وفي بيروت شنت الهجوم على حوار وصايغ "الأنوار" و"الصياد" و"الشعب" و"النداء" و"الآداب" و"صوت العروبة" ولكن الحملة لم تشتد إلَّا في أواسط ١٩٦٥ م، وعنفت بعد رفض يوسف إدريس لجائزة "حوار" ولا يُمكن فهم هذا الهجوم على "حوار" وعلى "المنظمة العالمية" بمعزل عن ازدياد معاداة الغرب في مطلع الستينات وتسلم اليسار المصري مقاليد الصحافة في القاهرة، رأى رجاء النقاش أن مجلة حوار تدافع عن حرية زائفة و"غريبة علينا" ثم شهد مطلع ١٩٦٦ م هجومًا عنيفًا على "حوار" في مجلة "العلوم " محررها "منير البعلبكي" في عدد شباط - فبراير ١٩٦٦ م، حمل عبد العزيز الدسوقي "القاهرة" حملة شعواء على حوار وعلى مقالة لويس عوض "الأهرام ١٩/ ١١/ ١٩٦٥ م" التي شخص فيها أزمة الثقافة في مصر، معتبرًا الدسوقي أن هذا التشخيص دفاع مبطن عن حوار، وفي عدد أيار ١٩٦٦ م هاجم ياسين نزال النصير "البصرة" حوار ودافع عن عوض، وفي العدد نفسه رأى طلعت همام "القاهرة" أن حوار تميع الاشتراكية.
المعركة مع حوار احتاجت إلى وقت، إلى حين نشرت صحيفة "النيويورك تايمز" ٢٧/ ٤/ ١٩٦٦ م مقالة زعمت فيها أن "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" تدعمها وكالة المخابرات المركزية "سي. آي. إي"، وأن هذه المنظمة تمول مجلات "أنكاونتر" الإنكليزية و"بروف" الفرنسية و"حوار" العربية. كانت صحيفة روز اليوسف القاهرية، بالمرصاد فأشارت في عددها الصادر بتاريخ ٢٣/ ٥/ ١٩٦٦ م إلى مقالة نيويورك تايمز وبدأت المعركة مع