للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحزب القومي السوري لأنطون سعادة (١).

وكانت عصابة شعر تتلقى الدعم السخي من المخابرات الأمريكية من خلال "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" وفرعها المسمى "مؤسسة فرنكلين" التي بدأت بمدفوعاتها السخية تستقطب أعمدة الثقافة العربية الحديثة (٢).

يقول أحد الحداثيين: (إن التدخل الأمريكي كان يحمل طابع توجيه حركة التغاير الغربية إلى أفق محدد، وسنرى كيف لعبت مجلة "شعر" دورًا في سياق هذا التوجيه وبأية لغة، وكيف وفرت لها إتجاهات من خارجها مستندًا أوليًا لتحاول شق طريق إلى مستقبل خاص للشعر العربي) (٣).

في عام ١٣٧٦ هـ/ ١٩٥٧ م برزت إلى الوجود مجلة شعر وافتتح أول أعدادها بمقتطفات لشاعر أمريكي (٤)، وفي ذلك أبلغ دلالة على انقطاع بين المجلة -كما يقول أحد نقاد الحداثة- وبين السياق التاريخ - الاجتماعي الذي ولدت فيه (٥).

ويطرح هذا الناقد في دراسته للبنية التحتية لمجلة شعر بعض المقولات التي طرحتها مجلة شعر وأصرت على ترويجها، وبيان المغزى من هذه المقولات، يقول: (إن مقولات من نوع "الشعر في عالم اليوم" و"التجارب المعاصرة" و"أعماق الوجود الإنساني" تمحو كل الفروقات الثقافية (٦)، وتمحو بالتالي إشكالياتها جذريًا، وتصل -ويبدو أن هذا هو الهدف- إلى طمس أي نوع من الانقسام الذي يعانيه عالم اليوم بين ثقافات تعرضت للتخريب والتشويه وثقافات مسيطرة، أي أنها بالنتيجة تنفي ما هو جوهري


(١) انظر: ص ١٥٩ - ٧٥٧ من هذا الكتاب.
(٢) انظر: بحثًا عن الحداثة: ص ٣٨، ٥٦.
(٣) المصدر السابق: ص ٣٨.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ٣٩.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٤١.
(٦) ينبغي إيضاح أن هذه المقولات وأشباها وأخطر وأجرأ منها هي الطاغية اليوم على كتابات الحداثيين من غير نكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>