في الإشكالية العربية السياسية لتصل إلى موقف سياسي مغاير للمواقف السياسية التي مثلها كتاب وشعراء آخرون، إذن يستهدف نفي السياسي التمهيد لدعوة سياسية أخرى، فما معنى هذا؟.
ثمة صفحة مطوية بعناية وإن كانت قد نشرت جزئيًا في أواخر الخمسينات تتعلق بالنشاط التحتي لمثل هذه التوجيهات الأدبية، وتلقي هذه الصفحة الضوء على ما يبدو دعوة للتجديد.
هذه الصفحة هي صفحة الممارسات التي مارسها بعض أصحابها مجلة "شعر" في الوقت نفسه الذي كانوا يدعون فيه إلى "اللاسياسية" و"اللاتخريب" فقد تبنوا سياسات مضادة للتيارات القومية والاشتراكية العربية آنذاك، حين عقدوا بمساهمة "منظمة حرية الثقافة" المعروفة كأحد وجوه وكالة المخابرات الأمريكية مؤتمر روما للأدب العربي في العام ١٩٦١ م. . .) (١).
(. . . وجاءت الأسطورة لتلعب هذا الدور مدعومة بمرجعية ثقيلة الوزن والتأثير بفعل التضخيم الإعلامي المقصود، والمرجعية التي نعنيها هي طرح أسماء بعض الشعراء الغربيين مع إحاطتهم بهالة خرافية تجعلهم مثلًا يحتذى في كل إبداع. . .
يدلنا إلى هذا أن تعبير "الشعر المعاصر" كان يعني حقيقة ما يكتبه الغير وفق انتفاء واضح لا يترك مجالًا للتأويل في أن ما هو "عالمي" و"معاصر" هو الغربي تحديدًا، فطوال أحد عشر عددًا من أعداد مجلة شعر بين عامي ١٩٥٧ - ١٩٥٩ م اقتصرت ترجماتها للشعر في عالم اليوم على الشعر الغربي: ١١ شاعرًا من الثقافة الانجلو - ساكسونية، ٩ شعراء فرنسيين، أسباني واحد.
. . . فالتيار التغريبي الحديث يحاول صياغة الإشكالية الثقافية وضمنها إشكالية البحث عن الحداثة بمعزل عن كل الفروقات التي تبعثها علاقات