للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقطار العربية بالغرب في ذروة تصاعد التغلغل الأمريكي، وبداية احتلاله لمواقع الاستعمار القديم) (١).

إن الناظر في شخصيات مجلة شعر يدرك عمق العمالة والولاء لأعداء الأمة، فها هو يوسف الخال رئيس تحرير المجلة ورئيس اللقاء الأسبوعي "خميس مجلة شعر"، تخرج في الفلسفة من الجامعة الأمريكية في بيروت، وأقام في نيويورك ثماني سنوات التحق خلالها بالأمم المتحدة ثم عاد إلى لبنان عام ١٣٧٤ هـ/ ١٩٥٥ م وهو مغمور مجهول ليقوم بإنشاء مجلة "شعر" ويجمع معه أدونيس وخليل حاوي ونذير عظمة وأسعد رزوق وأنسي الحاج وخالدة سعيد، وكل من هؤلاء له تاريخه المجهول أو المشبوه (٢)، وكل منهم -أيضًا- مليء بالحقد الدفين على الأمة، والتطلع والسعي لإذابة الأمة والمجتمع والثقافة في أحماض الحياة الغربية.

ويظهر بجلاء من خلال الاتجاهات الداعية إلى الليبرالية الديمقراطية الغربية، أن هذه المجلة هي إحدى الجسور المطلية بطلاء الثقافة والأدب، هذه الاتجاهات الموجودة داخل مجلة شعر هي الاتجاه القومي السوري نسبة إلى الحزب القومي السوري، وهو الاتجاه الذي غلب على المجلة منذ بداية صدورها، وينتمي إلى هذا الاتجاه كل من يوسف الخال وأدونيس ونذير عظمه وفؤاد رفقة وخالدة سعيد ومنير بشور ومحمد الماغوط وغيرهم، والاتجاه الثاني: اتجاه إقليمي لبناني، وهو الاتجاه الذي بدأ مع بداية المجلة ثم نما مرحلة بعد أخرى حتى غلب عليها في المرحلة الأخيرة من حياتها وينتمي إليه كل من أنسي الحاج وشوقي أبو شقرا وعصام محفوظ وأسعد رزوق وغيرهم (٣).

وكلا الاتجاهين اجتمعا في محورين أساسيين أحدهما طائفي نصراني ونصيري، والثاني ليبرالي غربي، كما عبر عن ذلك أحد نقاد الحداثة في


(١) المصدر السابق: ص ٤١ - ٤٣.
(٢) انظر: أفق الحداثة وحداثة النمط: ص ١٨ - ١٩.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٩ - ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>